قد نسمع أخبارا لا نفهمها، ونرى مشاهد لا نستطيع تفسيرها، وقد يحدث ذلك في كل يوم وساعة، ببساطة لأننا في عداد البشر، فالحقيقة قد لا تكتمل في رؤيتنا للأحداث، للأمور من حولنا.
ومنا من يريد أن يبدو كالمتخصص في كل شيء، صغيره وكبيره، يسيره وعظيمه، فهو ما إن يعجز عن فهم شيء حتى يأتي بشماعته الخاصة ليفسر الحدث وكأن شماعته صارت هي الحل الأوحد والوصفة المثلى لكل ما يرى ويشاهد، تراه يردد مصطلحات معينة، جملا يعيدها، لا يسأم من تكرارها في كل موقف وحين.
هو مؤمن كل الإيمان بها ولا يفكر أساسا في مراجعتها أو التدقيق فيها.
كنظرية المؤامرة مثلا، أو إلقاء اللوم على جماعة بعينها، أو قد تكون قاعدة نشأ عليها في صغره كمفهوم محدد للحياة والمشكلة في ذلك ليست على ذات الشخص وإنما في تأثيره على من حوله لاسيما النشء، وتحجيمه لعقولهم وأفهامهم. فتراه يتابع الأخبار ويأتي بمشاهد ووقائع ليفسر ويدلي بدلوه ذا الوجهة الواحدة والوحيدة، يكرر نفسه ويعيدها ولعله يتراجع أو يعيد النظر.
ما دعاني للكتابة عن ذلك هو دعوة بأن نريح أفهامنا وعقولنا فليس كل شيء قابلا للتفسير، وليس كل خبر نسمعه صادقا.
وليس كل ما نراه مصورا هو حقيقة صحيحة.
وماذا عن التريث؟ والقراءة والثقافة؟ ماذا لو اكتملت الصورة لدينا؟ وفهمنا الأمر في تأن وتفكرنا؟
في النهاية، لا تبادر بأن تملك الزمام وتأتي بشماعتك، فلربما شوهت حقيقية وواقعا وفكرا وأنت حسن النية لا تريد إلا الخير.
[email protected]
twitter @shaika_a