بانتهاء كل يوم نسمع صفير شاحنات القمامة، لتأتي وتأخذ معها جريمتنا في التلوث، في الاستهلاك والتبذير، أرى شكل صناديق القمامة، وأفكر، أجول بناظري في الشارع، أتحسر على عمال النظافة الذين يباشرون القذارة كل يوم! ماذا عن الذين لا يعرفون رمي الأكياس داخل الصندوق ويحترفون وضعها في الخارج؟ هل من الصعوبة أن نفرز القمامة؟ هل من المستحيل أن تبقى الصناديق نظيفة بلا عفن ولا صدأ؟ هل يتمنى أحد أن يرى عامل النظافة نظيفا ومهندما محترما؟ تحمست عندما وضعوا ملصقات إعادة التدوير على القمامة، وخصصوا لكل بيت صندوقين بلونين مختلفين، نعم لقد فرزت قمامتي، وبدأت أعلم من في البيت ذلك، ولكنني ذات يوم ذهلت من أن بعض الصناديق بلا ملصق، وقد كنت أظن أن الأمر ذو بال وتخطيط، بل إن الملصق قد وضع على صندوق غير مخصص للتدوير!
إعادة التدوير ثقافة تعتلي الإنتاج، فإذا كنا نحن في عداد الاستهلاك نحتاج قفزة للإنتاج أولا، ثم قفزة أخرى لإعادته، ما أقصده بإعادة التدوير هو ثقافة الاستدامة، الحماية، النظر لأبعد حدود الترف، التفكير بالسنوات القادمة، وقد لا أنسى دهشتي الأولى باستهلاك العالم، حينما تعرفت على نسبة الكربون المنبعثة في الجو، كنت قد قرأتها في فصل قصير بكتاب يتحدث عن إدارة الأعمال، وكيف أن لها أخلاقا تتجلى في الحفاظ على البيئة. ومع كل تلك الآمال بين ما نقرأ ونشاهد، تبقى في الكويت نفوس تواقة، فكرت وتحركت وهاهي تنشئ أول مصنع لإعادة التدوير، «أمنية» مشروع رائد لحركة إعادة تدوير البلاستيك في الكويت فشكرا لتطوعهم، وشكرا لأياد تعاظم أثرها. أمنيتي أن تكون هناك جهات أخرى تعنى بإعادة التدوير، فهو إحسان للنظر، للبيئة، للكون بأجمعه.
ماذا عن تشجيع الأطفال على الفرز؟ ماذا عن تخصيص مبالغ رمزية لمن يجمع العبوات؟ تلك الفكرة كانت للمبدع غانم المفتاح القطري صاحب الرسالة والفكرة والتغيير، وأردت أن أختم بها كبادرة لأصحاب الشأن والتدوير.
[email protected]
twitter @shaika_a