ها قد شارفت الإجازة على الانتهاء، وبقي منها ما بقي، كل بحسب موعد عمله، ولكن ماذا بعد الإجازة؟ ماذا وجدت فيها من جديد؟ هل كانت راحة لك أم شقاء؟ هل كانت كما الماضية؟ هل تذوقت الهناء فعلا؟ هل وجدت راحة البال التي فقدتها في أيام العمل؟ منا من أخذته المدنية وسرقت لب روحه بين أسفار التسوق، ومنا من انقلب يومه فأصبح نهاره سباتا وليله نشاطا، ومنا من سافر ولم يعد بعد، ومنا من احترف كل يوم في إجازته ليؤتي كل هدف حقه ومستحقه.
والسؤال هو ما الذي يريحك أنت فيها؟ أهي المدنية بما تحتويه أم البساطة بتفاصيلها؟
هل أنت من أولئك الذين يدمنون مواقع التواصل الاجتماعي فلا فرق لديهم في الوقت بين الإجازة والعمل؟ أم انك من أولئك الذين ينعزلون تماما عن الحياة الروتينية ويجدون متعة قصوى في ذلك؟ أعتقد أن الإجابة عن تلك الأسئلة فوز وظفر كبير، فإذا عرفت ما تريد قصدت راحتك بلا إهدار لوقتك الثمين.
بالنسبة لي وهذا على سبيل الذكر لا المثالية، إذ قد يكون ما يناسبني غير متوافق معك، فقد فكرت مليا فيما أحب وما الذي يريحني، ما الذي يشجعني وما الذي يسحق الشغف فيني؟ إلى أن أدركت كيفية العطلة التي أحب، وأشتهي وأرغب. بالبساطة كانت متعتي، ومع الأهل كانت راحتي، في التربية وجدت شغفي، وفي القراءة بدأت رحلتي، أما عن التسوق فليس ضمن قائمتي.
إن نظام الحياة الحالي في الاستهلاك واللهث خلف الماديات قد أنهك نفسي فزهدته، فضلا عن ان الهوس بالجديد لم يرحني البتة، لست من هواة التصوير، والأسرة تأسرني.
هذا أنا بعد تمحيص في الأسئلة والتجربة.
بقي السؤال عندك، ماذا عن إجازتك؟ وبأي شكل تحب أن تقضي ما تبقى منها؟ وعلى أي حال ستكون؟ وهل فكرت أن تشاركنا بها مكتوبة؟ أم أنك ستحافظ على خصوصيتها وتكون ضمن أسرار راحتك الشخصية؟
[email protected]
shaika_a@