هل أتعبتك متابعة أخبار الصحف؟ هل أنهكتك السياسة؟ هل تشعر بالحيرة، بالامتلاء؟ وتود أن تفرغ جعبتك؟ هل لازلت تقرأ لأناس في زواياهم؟ قل لي ماذا عن زاوية ذاتك؟ لماذا لا تكتب؟ أو تحاول التحدث عنها؟
قد ننسى أنفسنا وسط متابعاتنا لأوضاع المجتمعات حولنا، ماذا حل هناك؟ ما الذي حصل هنا؟ قد ننسى تماما من نحن؟ ولماذا نحن هنا؟ وبسبب هذا الانجراف قد لا نستوعب أهمية أن نعرف ذواتنا، أن نكتب عن خططنا، أين وصلنا؟ وما الذي أوصلنا؟ إن من العسير أن تبقى يقظا لذاتك طوال الوقت، أو أن تعيش كأنك جندي مسلح، مرتقب في كل حين، لذا أنت بحاجة أن تزيح الستار عن نفسك بين فترة وأخرى أنت تقررها، تجعل منها موعدا للمحاورة، قد تندهش بمستواها الذي وصلت إليه.
سواء كانت متقدمة أم بقيت في مكانها متقادمة.
ولهذا أنا أقول لك أن تكتب أو أن تتحدث، على الأقل أن تحاول القراءة، لكتاب استثنائيين ليسوا من أهل السبق الصحافي، ولا من أولئك المستهزئين، ربما وجدت ضالتك عندهم، ربما وجدت ما يثلج صدرك ويكون لك كبداية عهد جديد بنفسك.
قد تجد ما يشتت ذاتك، يملي عليك أن تفعل كما البقية، أن تعيش للأكل، للمنام، لما تشتهي، لأشياء أخرى سطحية، لا تمت للمعنى بصلة، فهي تبقيك في حد الاستهلاك الباذخ والكسل السلوكي المشؤوم.
تحرك، افعل، مارس، جرب، ابدأ، حتى لو لم تكن ثمة نهاية في ذهنك.
المهم أن تبادر.
[email protected]
shaika_a@