كنت أعتقد بأن العنصرية تقتصر تاريخيا على قضية الأبيض والأسود خارج قارتنا في العالم الآخر، وكنت أظن أن تلك العنصرية محال أن تبقى في ظل الحقوق الإنسانية والمدنية، كنت أعتقد ذلك فحسب.. إلى أن رأيت عنصرية من نوع آخر، بعباءة أخرى، بأشكال مختلفة، هنا أدركت على سبيل اليقين، لا الظن، أن العنصرية لا تعرف حدود القارات ولا الدول ولا حتى المدن والأحياء الصغيرة، مادام هناك من يزرعها، يغذيها فهي تنبت كما البذر.
«فبحسب سيارتك أفسح الطريق لك، وبحسب هيئتك أرحب بك، أما عن ساعة يدك، وحذائك وحقيبتك كلها في الحسبان، أنا لا أنسى شيئا من ذلك كله، لا يعنيني من أنت، بل ماذا تملك!» هكذا هو ميزان من نلقاهم في طريقنا، ويؤسفني أنهم ليسوا قلة أبدا، وحديثي اليوم عنهم لا ينم إلا عن استغرابي الشديد لأولئك الذين لم يفهموا معنى الحقوق بعد. هم لم يعاينوا شعور سائق وافد يعرف تماما لو أنه كويتي ما سمع ورأى فحش أفعالهم، هم لم يتذوقوا طعم التفرقة لأنهم في بلدانهم يعملون، لم يجربوا طعم الكدح في الغربة، لذلك فهم جاهلون، جاهلون تماما!
كن محسنا وأنت تقود سيارتك، وأنت تصطف في طابور الانتظار، كن إنسانا حقيقيا، ليس بالاسم فقط، بل بالفعل والقول، بالنظرة والكلمة.
[email protected]
Twitter @shaika_a