هوس الصورة، هوس الشكل، المساحيق، عمليات التجميل، المبالغة الفاحشة في التصوير، سمها ما أردت أيها القارئ، فتلك ما أتحدث عنه.
في متابعتي لإحدى الأمسيات الشعرية للشاعر الراحل عبدالرحمن رفيع، رحمه الله، وجدت الفارق مريعا بين الزمن الماضي والجيل التقني الحديث.
حينما كانت الكاميرا تنتقل من المنصة الى الحضور وتحديدا حيث المقاعد النسائية، كن يخفين وجوههن بأيديهن، أو يبعدن وجوههن عن الكاميرا، ما الذي جعلهن كذلك؟ وهن اللاتي لم يرتدين الحجاب حتى؟ ما الذي يجعلهن نساء مختلفات تماما لا يعشن الهوس في أن تنتقل صورتهن للمشاهد؟ ما الذي كان لدى أولئك النساء واختفى الآن بين أظهر هذا الجيل التقني؟ مجرد تساؤلات أردت أن تجد مساحتها في التفكير بداية.
باتت ثقافة الصورة تشكل أغلب بل كل هم الفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي، فما أن تقف عند إشارة مرور إلا وتكون من بجانبك تلتقط صورتها مع إيماءات أشبه ما تكون بالروبوتات الآلية، تفعل كما يفعلن بلا أي قدر من العفوية أو السجية، أو تأتي تتحدث لتنقل اللحظة وكأن ما تفعله أعظم من كونها تقود السيارة! كنت أتساءل بالأمس عن إمكانية تخفيف ذاك الهوس الفاحش في التصوير.
هل هي الطريقة الوحيدة لإثبات الوجود البشري؟ هل هناك نقص حقيقي في المعنى حتى صار الشكل هو المسيطر والطاغي؟ بل هل هناك تلازم في الأساس بين المظهر والمضمون؟ أم أنها مجرد قيم تغيرت لا غير؟!
ليس بإمكاني الإجابة، تماما وليس بإمكاني السكوت، هي كما عاصفة جالت بتفكيري وأردت لها التدوين فلربما في يوم أجد إجابة حينما أقرأ المقال مرة أخرى، أو أناقش الموضوع مع شخص آخر، ولكن ما يدور في ذهني عبارة لطالما سمعتها «الجمال في كل مكان، والأنوثة نادرة تكون»!
[email protected]
Twitter @shaika_a