حينما تمر بموقف شديد، قوي في أثره عليك، ستكون أمام موقفين اثنين، فجزء منك يريد التحدث والإسهاب والتعبير، والآخر يريد السكوت والهدوء والتفكير، وهأنذا أقرر التحدث بالكتابة، رغما عن عاطفية الموقف، رغما عن كل الضغوط.
كيف هو شعورك لو فقدت بوصلة مسيرك؟ كيف هو شعورك لو حرمت الكهرباء يوما، يومين، شهرا، أو شهرين؟ كيف ستكون لو أنك فقدت شيئا قد اعتدت عليه، كقهوة صباحك مثلا أو سريرك ووسادتك المريحة؟ بل قل لي كيف سيكون يومك لو عشت بلا تواصل عبر الانترنت؟ أو عشت بلا ماء مثلا؟ كيف ستشعر؟ كيف ستعبر؟ لقد جاء دورك لتتخيل الإجابة والحياة، ولنكمل قرار التحدث والتعبير.
سنتمكن في النهاية من إقرار شيء واحد، شديد وقوي، مؤثر وكبير، ألا وهو الفقد.
الفقد قدر عميق وإنساني يخاطب ضعفنا حينا ويختبر قوانا أحيانا كثيرة.
إنه الشيء القادر على عنونة كل تلك الأسئلة السابقة.
إنه فقد الاعتياد، فقد الراحة، فقد الأمان والسكون.
وأمام ذلك كله، أقف هاهنا فاقدة لشيء عظيم، فاقدة لأصل كريم، فاقدة لوجود والدتي بضحكتها، بأحاديثها، بمقترحاتها الأسبوعية، بعيونها الحاضنة، بعاداتها التي نحفظها، بدقتها، بنشاطها، بعفويتها.
بكل ما نحب منها وفقدناه، والدتي شافاك الله وعافاك وجعل الخير أثرك ومسعاك، لست بالشيء الذي يفقد وحسب، أنت شخص فعل الكثير وآن له أن يستريح، أن يريح يداه، عقله وقواه، قلتها من قبل وأقول لك ولكل أم، نحبكم بلا عطاء منكم وتضحية، نحبكم بلا مقابل.
بمرضك فقدنا الكثير، فغيابك كبير.. كبير.. كبير.
[email protected]
Twitter @shaika_a