قد سمعت أن للإنسان حاجة للحرية، وفاقدها منتقم بطبعه، ألا ترى أن الشعب حينما يسقط طاغية يخرب ويدمر بلده؟! تلك هي وسيلة التفريغ لفاقد الحرية، وتلك الوسائل بظني أنها تعمل في العقل اللاواعي، ما أقصده أن محلها الانفعال لا التعقل.
ولا شيء يردعها غير أن يفهم الشخص ذاته.
قد لا تصدق إن قلت لك بأن الطفل سينتقم، متى ما قيدت حريته، وكان المربي عاجزا عن فهم طبيعة طفولته، وعن إمكانية وضع ما يسمح له بفعله وما لا يسمح.
قالت د.هيفاء اليوسف ذات مرة: «إن الطفل بثلاثة حروف، فهو طاقة، وفضول ولعب».
والمربي الحقيقي هو الذي يدرك حقيقة الحاجة للحرية والاختيار، ليس هذا فحسب، فهو ينتقي ما يؤمن به من أعراف وثقافة وتراث.
في لقاء ما، كان الحديث يدور حول التربية، جاءت إحداهن لتشارك الحاضرين ثقافتها، قالت إن تربية الولد أصعب من البنت، عللت كلامها، بأنه بإمكانك إسكات البنت «وكسر شوكتها» على حد تعبيرها، أما الولد فيحتاج إلى بناء شخصية قوية وعلينا أن نوجهه دون كسر لشوكته! لقد استنكرت الفكرة ابتداء، ولك أن تعرف السبب، كلا الطفلين يؤسس خلافة الله في أرضه، كلاهما يحتاج الى أن يكون قويا، قوة الشخصية تختلف عن الطغيان، والتربية تستهدف البناء القوي وتضبط الانفلات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»، ولم يتم تخصيص الجنس في ذلك. فلفظ المؤمن في اللغة يشمل الاثنين معا.
جهلنا بحاجة الإنسان الى الحرية والحوار والاختيار يجعلنا نبدي اليأس من جراء أفعال أطفالنا الصغار، إذا كنت مربيا فعليك أن تستحدث قوانينك الخاصة، تعلمها طفلك، تحاوره فيها، دعه يبدي امتعاضه واعتراضه وامض أنت في تطبيق ما تراه مناسبا، ولكن بلا تأنيب لضميره، بلا صراخ في وجهه، بلا إجبار غير مبرر، بلا شرح، بلا حب واحتضان.
[email protected]
Twitter @shaika_a