جاءت طفلتي ذات يوم لتسأل سؤالاً، لماذا وجهي أبيض ووجه صديقتي أسمر؟ لماذا معلمتي لا تستطيع نطق حرف «الثاء» مثلنا؟ لماذا هي تتحدث بلغة مختلفة؟ لم تكن تلك الأسئلة كلها دفعة واحدة، كانت تتساءل في كل يوم سؤالاً أو اثنين، حالها كحال أي طفل دفعه فضوله المعرفي لإدراك أمر ما.
يقول د.جاسم المطوع في أحد لقاءاته: إن هناك نوعين من التربية، تربية مباشرة وهي لفظ الأمر والنهي، وتربية غير مباشرة وهي رؤية الأطفال والنشء لوالديهم، والثانية أعظم تأثيرا من الأولى، لأن الصورة قد شوهدت والصوت قد سمع والشعور قد حضر.
من هنا نأتي على مفهوم الاحترام للمختلف عنا، للجنسيات الأخرى، تلك التي صودر حقها من قوالب مجتمعية قد تم وضعها والتعارف عليها.
فكيف تحدث خادمك؟ كيف تعامل سائقك؟ كيف تقدم صدقتك للفقير؟ كيف تتحدث عن الجنسية الفلانية؟ والبلد الفلاني؟ كيفما كنت سيكون أطفالك، سيتخذون آراءك، ويتبنون مواقفك.
ولو لم تقنعهم ولو لم تشرح لهم ماذا فعلت وقلت، فإنك قد مارست تربية غير مباشرة وعليك ألا تلوم إلا نفسك.
البذرة ستصبح شجرة.. الإنسان مبدؤه تراب، من التراب ذاته ستنمو الشجرة، من التراب ذاته بدأت حياتنا، ليست هناك تربة ماسية وأخرى من ذهب، كلنا من تراب وماء. وعلينا أن نقول ذلك لأبنائنا، ونعمل بمقتضاه:
فينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
[email protected]
Shaika_a@