بعض الكتب تحدث في نفسك ضجة، تدعوك إلى أمور كنت تستبعد فعلها، تدعوك للتعبير عما في خاطرك كأنها مكتوبة لك ومن أجلك. قرأت كتابا ذات مرة جعلني أحادث علاقة هجرت لثلاث سنين أو تزيد. كانت المبادرة قلبية بحتة، واتبعت قلبي في ذلك تأثرا بالكتاب الذي قرأت، لم أتوقع ردا، قلت سأعبر فقط، سأكتب ما يمكن أن أندم لو أنني لم أقله بعد فوات الأوان. كتبت وعبرت، وبلا أي سلطة للعقل ثرثرت، وقلت أشياء لا علاقة لبعضها ببعض، هكذا أردت وفقط.
بالمناسبة تلك العلاقة مذ بترت أو كادت تغيب، كنت دائما أحلم بها، كانت أرواحنا تؤمن أن صدق العلاقة لا يغيب وإن غاب الصوت والجسد، آمنت مجددا بالأرواح المجندة، تلك التي تألف وتحب وتسافر لتلقى الحبيب على الرغم من كل شيء. الأمر الذي لم أتوقعه من مبادرتي تلك أن الحديث طال، وتفرع، وانتهى بنوم مفاجئ! ولولا النوم لربما طال أكثر وأكثر!
بعض الكتب تحيي شيئا في دواخلنا، تفتح أبوابا كانت مغلقة، صدئة، تراكم عليها الكثير إلى أن غدا من الصعوبة والمحال الاقتراب أو التفكير فيها. لقد قرأت الكتاب ولم أجد فيه أمرا مؤنسا في بدايته، ولكنني بعد إنهائه كنت قد وجدت ذلك التأثير غير المباشر نحو نفسي، وعلاقاتي وأفكاري. الفتح يأتي ويغيب، ولا غرابة في ذلك، غير أنك إذا استبعدت الفتح فقد تحرم نفسك من لذة أو أنس كان سيأتيك لو أنك حاولت فقط وبادرت.
قد يسأل سائل أبعد كل تلك الغيبة تؤمنين بالحب؟ سأجيبه بأن للحب محطات، تجارب، ومواقف ودرجات، لا تقضي على علاقة بالموت وهي في حالة ضغط أو سوء فهم محض، ما تراه قد لا يراه الآخر، وما يراه الآخر قد لا يطرأ في بالك. أنا لا أقول إن العلاقات السيئة يجب أن تبقى، أنا أقول فقط إن بعض المعرفة كفيلة بإحداث مبادرات جديدة، كانت ترهقك في الماضي.
أخيرا أقول: تصنيف العلاقات شيء مربك، دع كل علاقة تأخذ مجراها دون تقييد أو تحديد، ماذا لو اكتفيت بنيتك النقية، وسابقت في أن تكون ذاتك في علاقاتك وسط كل الضغوط الحياتية؟
[email protected]
Twitter @shaika_a