يحدث أن تختار لنفسك إجازة من كل الضجيج والركض في الخارج، لتبقى عدة أيام تجلس في منزلك دون أي مهمة خارجية أو عاجلة عليك إنجازها. يحدث ذلك لترى كيف أنت مع نفسك وسط السكون والهدوء والراحة؟ ماذا يفعل بنا السكون؟ ماذا يفعل بك السكون؟ هل يدعوك للثقة، للتشكيك في نفسك، هل يزيدك إيمانا بها؟ أم يخيفك ويجعلك أضعف من أن تعرفها؟
السكون كتجربة مرت، أكاد أتفحصها تماما، كجرعة مقوية أحتاجها، كأي مكمل غذائي تبين عندي ضرورة أخذه. السكون يبقيني قريبة من نفسي لا من الدنيا، ساكنة، هادئة، يقربني تماما من القناعة بعيشي. بعيدة عن فكرة المقارنات السخيفة، التافهة، تلك التي تتغذى على كونك اجتماعيا تخالط الناس. وكما أن المقارنات ترد من الآخرين تجاهك فهي ترد من نفسك لنفسك. المقارنة بنظري نوع من الأذى، إذا ما أبديته لعقلك وقارنت نفسك بالآخر.
تصميمك على إنجاز كل الأمور بالدقة والجودة ذاتها، غذاؤك الذي تختاره بسرعة كبيرة دون أي تفكير بالعائد أو اللذة، عينك التي أرهقها النظر في الساعة لئلا تضيع منها دقيقة، وجلدك لذاتك يوميا على حساب تطويرها، كل ذلك من شأنه أن يجعل عقلك متآكلا، ذا إمكانيات ضعيفة بقدر لن تتصوره بحق!
قلتها من قبل وأعيدها مجددا، العطلة تعلمني أكثر من أي فصل دراسي، العطلة تهبني أكسجين إضافيا لأنتعش، وأستعيد لياقتي الذهنية، العطلة تفتح عقلي لأرى الأمور بوضوح أكبر، دون تردد أو حيرة تتزايد. فقط لأن الخلوة والسكون يجعلان من حياتي شيئا أفضل، بخلاف حياة العمل، الذهاب والإياب، القيلولة المنهكة، الحديث الأسرع والزيارات الخاطفة.
[email protected]
Twitter @shaika_a