هل جربت يوما أن تعيش مختلفا عمن حولك؟ أن تستيقظ بوقت هم فيه نائمون؟ أن تكون نشيطا في وقت الكل فيه تعب؟ أن تأكل كما لم يشتهون؟
من السهل أن تعيش كما يحب الآخرون، ومن الصعب أن تتأقلم مع ما لا يودون ولا يفضلون.
هنا أكتب تجربة على سبيل الذكر لا الحصر، في وصف الحياة المختلفة، في ذكر تفاصيل الاختلاف عن الشائع وقرار البدء والاستمرار فيه.
حينما تم تشخيصي بالارتجاع المريئي كدت أفقد صوابي ووددت لو أن الدواء الذي سآخذه سيغنيني عن تغيير نظام الأكل في يومي، كيف وأنني منذ سنتين تقريبا الى حين التشخيص كنت ممن يختار أكله ووجباته الخفيفة بعناية، حينما قال لي الطبيب ان هذا هو أقصى علاج يمكنني أخذه وأن الطريقة الاخرى لمنع أعراض الضيق والألم تكمن في نوع الغذاء اليومي، ذلك يعني أن القائمة التي كنت قد أعددتها وهي تعتبر - صحية - الى حد ما لا بد أن تراجع مرة أخرى. وذلك بإلغاء كل ما من شأنه زيادة الارتجاع.
كانت المعاناة القصوى في قطع الشاي والقهوة، وأشياء أخرى لم أشأ أن أفقد نكهتها المميزة في يومي. وهكذا كان لا بد من وضع البدائل ورصف الطريق أمام قائمة طعام جديدة، ووصفات بعيدة عن الزيوت والتوابل، كنت أعيش في الحالة الأولى غربة اجتماعية وخشيت بشأن الدعوات كيف سألبيها وقد لا أستطيع أن آكل أي طبق من مائدة الضيوف الكبيرة!
بعد تجربة الغذاء الخفيف جدا، كنت أحترف التسوق واختيار أفضل المأكولات وأشهاها، صرت لا أزور أحدا إلا وطبقا يناسبني أحضره بنفسي، أعددت قائمة لوصفات خفيفة، وجربت الحياة في رتم مختلف تماما عن الشائع وقد أزعجت المطاعم التي كنت أرتادها بشأن القلي والزيت والتوابل، إلا أنها كانت تجربة غنية جدا بالإرادة، والعزم على المضي قدما بعيدا عن الرغبة في التدمير الذاتي من أجل إرضاء الآخر.
أنا أعلم أنك قد تستخف بالمثال السابق ولكنه فصل مؤثر في حياة الكثيرين، فالتغذية الصحية هدف قد تنساه وسط المجاملات الاجتماعية والرغبة في عدم التغيير على حساب نفسك وجهدك وطاقتك. كلنا يعلم أن الغذاء قد يكون الداء وقد يصير الدواء، لذا فإن التغذية الصحية هدف يجعل من حياتنا أزهى وأفضل وأثرى.
جرب يوما أن تعيش مختلفا عن من حولك.. أن تستيقظ بوقت هم فيه نائمون.. أن تكون نشيطا في وقت الكل فيه تعب.. أن تأكل كما لم يشتهون..
من السهل أن تعيش كما يحب الآخرون، ومن الصعب أن تتأقلم مع ما لا يودون ولا يفضلون.
[email protected]
Twitter @shaika_a