لو طلبوا منك أن تقدم خطابا أو تكتب كلمة عن بر الوالدين والإحسان لهم، فبماذا كنت ستفكر؟ وماذا عساك أن تقول؟
ما أعتقد أن الكل سيبادر بقوله، أنك إذا ما بررت والديك فسيبرك أبناؤك والعكس. هل تعتقد أن هذا الطرح سيكون جذابا دائما إن كان بنفس النبرة والطريقة؟ أنا لا أظن بأن طرح فكرة البر يجب أن يكون بمنزلة الجزاء من جنس العمل، كأن نقول بما أن والديك قد سهرا على راحتك وتعبا من أجلك، فلابد لك من أن تبرهما كما فعلوا، أنا أقول بأن البر يجب أن يكون أسمى من ذلك، فليس كل الأمهات قد سهرن وليس كل الآباء تعبوا.
إن الطريقة التقليدية في بناء «مفهوم البر» لدى الأبناء قد يفقد المفهوم بهاءه وروعته، ماذا لو أدخلنا الأحاسيس والمعاني لإيصال فكرة البر، فنسأل مثلا أطفالنا وأبناءنا عن مشاعرهم تجاهنا، والمعاني التي أوصلناها لهم بوعي أو دون وعي؟ ماذا لو تجلت فكرة الصحبة في التعامل مع الوالدين لاسيما الكبار؟ كيف ستكون العلاقة لو كان الرقي والرفق هو الأساس في المعاملة؟ لا كما كنا ستكون.
إن التقليدية في هذا المفهوم تجعل من العطاء أمرا لابد منه كأداء واجب مفروض، وتغفل جانبا مهما وهو عيش المعاني والتفنن في العطاء. ما نريده لا يعطى باليد، بل من القلب ليصل القلب ليستريح الوالدان ويسعد الأبناء فيكملون مسيرة بر تختلف عن السائد، وتبحث في ما وراء النظرة والطلب، بل وحتى تفهم السكوت والصمت ولغة الجسد والنبرة.
[email protected]
Twitter @shaika_a