ليس هناك أصعب من البقاء على الصبر، على قيد الأمل، على حب التحدي، على الرضا الممتد، على قول «الحمد لله» تحقيقا في اللفظ والشعور.
نعم هناك صعوبات كثيرة، وطريق زلق طويل، فيه رغبات غير مشبعة، وأهداف تنتظر التحقيق، فيه فرص غير مناسبة، ومشاعر قلق من القادم، فيه ربكة تخطيط، وقلة حيلة، فيه كل ما لا نود ولا نريد.
أمام كل هذه الصعوبات تقف ذاتك على منصة الاختيار، تقف تراقب، وتشاهد، تقف تعاين الأحداث، الأشخاص، ردود الأفعال، تقف تريد أن تقرر، إلى أي طريق تريد الوصول؟ قد تختار طريق الضحية، أن تكون مسكينة، جزءا من خطط الآخرين، أن تبكي على حالها، مستسلمة، يائسة، محبطة، قد تنصاع لسيناريو الضعف، فتفقد بريقها وجاذبيتها، يصبح مجلسها ثقيلا، مزعجا وبالكاد يحتمل.
قد تبقى على ما تريد وتلك لن تعلّم الأجيال القادمة شيئا جديدا فاعلا ومؤثرا.
قد تختار طريق التحدي، طريق الشغف، أن ترى احتمال التفاؤل الضئيل، فتتمسك به، قد تتحدى البقاء على قيد الأمل، تتقوى بخالقها، تمضي قدما، تحاول، تخفق، تتألم، ولكنها في داخلها تود وتريد النهوض.
تلك النفس التي ستعلم أبناءها قيمة التحدي، مبدأ التفاؤل، والسعي نحو الفلاح.
قارئي.. صدقني.. أنا مثلك أتأرجح بين الاختيارين، أخفق مرات وأنجح مرة، أحاول مرات وأفلح مرة، لكني واثقة تمام الثقة: بأن الله لا يضيع عمل عامل منا، ولما كان الصبر ثقيلا عزيزا جاءت الآية (إن الله مع الصابرين).
معية تعينهم وتقويهم وتبقيهم صابرين مناضلين. جعلنا الله منهم.. فقولوا: آمين.
[email protected]
Twitter @shaika_a