أبناؤنا زهور بودياننا، يعتريهم اليوم الاهمال الكبير في أسلوب تربيتهم وتنشئتهم بالشكل الصحي السليم، ينعمون بالعطايا والنزه والرحلات المختلفة، ولكنهم يفتقرون الى العاطفة والتفهم والخلق إلى جانب- وهو الأهم- افتقارهم إلى أساليب الكلام ومخارج الحروف السليمة والتواصل الاجتماعي السليم، فيجب علينا التركيز على التربية النفسية الاجتماعية لدى أبنائنا إلى جانب التربية الأخلاقية، فالأبناء ذات التنشئة الاجتماعية والنفسية والخلقية عالية الجودة يكون وراءها الدين وحسن الخلق والثقافة.
فالتربية النفسية تكون بالأمان النفسي والاستقرار الأسري والعاطفة المتزنة، ومشاعر القبول والانتماء، مما يعزز في نفوس الأبناء الثقة بالنفس إلى جانب الكلام الطيب والتفاهم ومساحة الحرية التي يجب أن يتمتع بها الأبناء في حدود الرقابة والدين، كذلك التعبير عن المشاعر ومشاركتهم فيما يعتريهم من هموم ومشاكل وتلقينهم أساليب صحيحة في التعامل مع تلك الضغوط من خلال القرآن والسنة وليس على سبيل العدوانية والانتقام.
من جانب آخر، يجب علينا كآباء توفير البيئة الصحية السليمة الخالية من النزاعات والمشاحنات الزوجية، وجعلها كامنة وفي الخفاء دون إظهار تلك الانفعالات أمام الأبناء.
أما التربية النفسية الاجتماعية والتي تتحقق من خلال التواصل الاجتماعي السليم الخالي من مشاعر العنف والعدوان المنتشرة للأسف لدى أبنائنا اليوم، فيجب زرع الروح المتفائلة المحبة الودودة الطيبة في معاملاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، كما يجب التركيز على التربية الأخلاقية والتي تنصب على الاحترام وتوقير الكبير والعطف والرأفة بالصغير، والتزام خلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أمانة وصدق، «الصدق» الذي يفتقده الكبير والصغير في هذا الزمن للأسف، في حين يتعلم أبناؤنا الكذب من الكبار تحت مسمى «كذبة بيضاء»، وعدم الصدق حتى مع أنفسهم، وهذا من كبائر الأمراض النفسية التي تفتك بالأسرة والمجتمع، فعلينا تعليم أبنائنا الصدق حتى يصلوا الى مرتبة الصديقين وهي صفة الأنبياء والصالحين.
كذلك من الأمور التي تعتريهم- للأسف- افتقارهم الى أساليب الكلام ومخارج الحروف السليمة والتواصل الاجتماعي السليم، فنجد الواحد منهم يشعر بالخجل من التواصل الاجتماعي وإلقاء التحية الاسلامية الجميلة كأسلوب للتواصل السليم، وأغلب الأبناء لا يجيدون ذلك، فمشاعرهم وأساليبهم كالحجر الجامد الذي يفتقر حتى الى لمعانه، فإلى أين تسير نفسية وتنشئة هذا الجيل؟! لابد من الاهتمام بتربية الأبناء في ظل تعاليم الاسلام الراقية والتربية المحمدية الجميلة.
وأخيرا، التربية ليست بالنزه والمولات والمشتريات، والتربية- التي أصح تعبير لها التنشئة الصالحة- يجب أن تكون بأربعة أمور: أولا: أولوية العبادة في الصلاة والإيمان بالله والتمسك بحبله، وثانيا: قدسية العلم، وثالثا: تعزيز الهواية، ومن ثم- رابعا- تأتي النزهات والوسائل الترفيهية المتزنة.
twitter: family_sciences
instagram: family_sciences