الزمن يتغير، والأحداث السياسية في تكاثر مستمر، والوطن العربي يعاني، وأصبحت قضاياه كثيرة، فكانت قضيتنا الأولى في السابق هي «غزة»، أما اليوم فأصبحت غزة ـ سورية ـ العراق... وسائر بلاد المسلمين قضايا متنوعة، مما أثر على البناء الاجتماعي للأسرة العربية سواء من داخل مجتمعات تلك الدول أو خارجها، إلى جانب أن الوعي قليل ويكاد أن يكون مفقودا، والتربية الفكرية لها دور كبير في حياة الأسرة من أفراد من مختلف الأدوار الاجتماعية، في السابق كانت المذاهب مختلفة والطوائف موجودة ولكننا نبقى في أصل واحد، إخوة مجتمعين في بقعة واحدة، ولا نفقه بالمذاهب من حيث اختلافاتها والطوائف من حيث نزعتها العصبية، بعيدين كل البعد عن التعصب المذهبي والطائفي، والقضايا الإسلامية العربية حول العالم ليست على شاكلتها اليوم.
والتربية الفكرية لها دورها الكبير في زمن الصراعات السياسية، وعلى كل من الوالدين القيام بوعي أبنائهم وبيان اختلاف تلك الملل، وما يحيط بنا من أخطار ومفاهيم غرضها هدم كيان الأسرة العربية المسلمة.
فكل ما يدور اليوم من تهديدات وأخطار تهدد أمننا الداخلي والخارجي سواء كان عن طريق مباشر أو غير مباشر، هو من نتاج خطط صهيونية وماسونية كافرة، غرضها الوصول إلى داخل البيت المسلم من أجل العبث بقيمه ونفسيات أصحابه، فيجب الوعي الجاد من أجل التكاتف المجتمعي للنهوض بواقع أفضل، وما يدور حولنا من قضايا يجب أن تصل لفكر أبنائنا بشكل إيجابي.
وعلى صعيد المجتمع الخليجي وخصوصا المجتمع الكويتي، أبناؤنا منغمسون في الترف لا يأبهون بالغد، والآباء والأمهات في انشغال دائم عن أصل المهنة التربوية، والمدرسة في تراجع تربوي تعليمي، فعلينا التحرك والنهوض من أجل مستقبل أفضل محافظين على ما يتمتع به أبناؤنا اليوم وبالأمس.
ونسبة كبيرة من المسلمين في العالم يعانون من الخوف والجوع وفقد العزيز، وأقل شيء ممكن أن نقدمه لهم لنصرة الإسلام والمسلمين، هو مقاطعة جميع الشركات الإسرائيلية والأميركية، بدءا من الأسرة العربية.
إلى جانب ذلك يجب علينا نعلم الأبناء بأن سلاح المؤمن الدعاء، يجب علينا الدعاء والاستغفار، جهادا في سبيل نصرة الحق والمسلمين.
كذلك من التربية الفكرية غرس الغيرة الدينية في نفوس أبنائنا، الواقع للأسف محبط، الغيرة ضعيفة، وعلينا تقويمها وتقويتها في نفوس الأبناء، والنهوض بنفسياتهم برقي المشاعر، والاهتمام بالقضايا الإسلامية أمر ليس من شأن الحكومات فقط، وإنما من شأن كل مسلم عربي لديه غيره على دينه وأصله.
وفي الختام، اللهم انصر الإسلام والمسلمين، وانصر مجاهدينا في كل مكان، وأعز الإسلام والمسلمين، وأستودعك أمتنا من كيد الكائدين، وأستودعك فكر أبنائنا من التلوث بأفكار العادين،
اللهم انصرنا على أعداء الدين، وارحم شهداءنا وشهداء المسلمين، وفك أسرهم، وفرج عنهم كربهم، واجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، وصل اللهم على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
twitter: family_sciences
instagram: family_sciences