بالطبع تتعدد العلاقات الإنسانية في أشكالها وأنواعها، فأنواع العلاقات الإنسانية مثل علاقة الوالدين بأبنائهم - علاقة الزوجية - علاقة الإخوة بعضهم ببعض - علاقة الأقارب.. إلخ، ولكن تبقى أشكالها وتكمن بمدى قوتها: هل هي سطحية أم علاقة قوية عميقة المشاعر والأحاسيس العالية؟
إن سر نجاح أي علاقة إنسانية يكمن في مدى درجة قوتها، يقول الحق تبارك وتعالى (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين)، وأهم تلك العلاقات والتي تبنى على أساس نجاحه أجمل العلاقات الإنسانية الأخرى، هي العلاقة الإنسانية الأولى في تاريخ البشرية ألا وهي العلاقة الزوجية والتي تكن إيجابيتها في سلامة العلاقات ومدى قوة ترابطها داخل الأسرة، ولعل عزيزي القارئ ما سبق ذكره مفهوم في ظاهره، مبهم في مضمونه لديك.
عزيزي القارئ، إن بناء العلاقة الإنسانية الإيجابية لا تكن بالعطايا وسد الحاجات الحياتية، فهي أمور مهمة ولكنها ثانوية في «بناء العلاقة»، وما يأتي في المقدمة هو سد الحاجات النفسية لدى الفرد أيا كان دوره على مسرح الحياة الاجتماعية، فهي أساس نجاح الفرد أو فشله في الحياة، وذلك من خلال العطاء والأخذ، فلا ينفع عطاء الفرد دون مقابل ولا الأخذ دون مقابل، فهي عملية تفاعلية بين طرفين.
فلكل منا له حاجاته النفسية التي يحتاج لمن يشبعها له من خلال الأفراد المحيطين به، كل ودوره الاجتماعي بالنسبة لنا، على سبيل المثال: العلاقة الزوجية إن لم يكن شعارها الصداقة والأمان والثقة والشفافية والرحمة والمودة والاهتمام المطلق بعيدا عن سطحية العلاقة التي لا تتعدى حدودها المشاركة بمسؤوليات الأسرة المشتركة، تخفق تلك العلاقة الزوجية إلى أن ينتهي الأمر إما بالفتور والتصدع والانفصال النفسي والجسدي وإما بالطلاق.
كذلك من العلاقات الإنسانية علاقة الآباء بالأبناء، فالعلاقة الصحية البعيدة عن الصراعات تكون بالإشباع النفسي أولا، وذلك من خلال «الملازمة» وأعني بالملازمة عدم ترك الأبناء للشارع والأصدقاء، بل لازموا أبناءكم أي صادقوهم، اجعلوا علاقتكم بهم تتمتع بالصداقة، أي بملازمتهم في مشاويرهم وأفكارهم وشؤون حياتهم، فالأب يصادق ابنه ولا يتركه للصوص الشوارع، والأم تصادق ابنتها ولا تتركها للذئاب المتربصة، ولا أعني عزيزي القارئ ألا يكون لابنك أقران أو لابنتك أتراب بل بالعكس، إن العلاقة الاجتماعية مهمة في حياتهم من أجل التفاعل الاجتماعي والتطبع والتعلم، وإنما بالاعتدال وموازنة الأمور، واعلم أن إشباع الحاجات النفسية هو الذي يقي الأسرة من شرور الظواهر الاجتماعية الخطيرة والتي تحيط بنا بشكل مقلق وخطير.
وأخيرا ليس بآخر أود أن أوضح لك عزيزي القارئ أنواع الظواهر الاجتماعية البشعة و(الخارجة عن سيطرة الأسرة) والتي لابد من أن تتصدى الأسرة لتلك الظواهر بالعلاقة الإيجابية:
- الخيانة (هدم صفو الأسرة وكيانها).
- التدخين (تهور واستهتار).
- المخدرات (انعدام العقول).
- الرطانة (دثارة الحصيلة اللغوية والفكر).
- هوس التملك (انعدام الفكر في ارتكاب الجرائم).
- هوس الجمال (اتباع خطوات الشيطان).
- اتباع الموضة المتضاربة مع القيم (انعدام الحياء).
- ترك الصلاة (انهيار مجتمع اسلامي).
- التقليد الأعمى للغرب (دثارة ثقافة اجتماعية جميلة).
- التسكع الزائد مع الأصحاب (انعدام القيم والأخلاق).
ودمتم سالمين.
family_sciences@
[email protected]