من الظواهر التي تحولت لثقافة مجتمع للأسف هي الرطانة، والرطانة هي أن تستخدم مصطلحات لغة ثانوية تدمجها مع لغتك الأصلية العربية، فمن القضايا التربوية المهمة لأبنائنا هي كيفية المحافظة على اللغة العربية واستكثار التعلم من مفرداتها، فاللغة العربية غنية بالمفردات والفصاحة والبلاغة ما يكفل غنى الفكر وفصاحة اللسان، فكيف لنا كمجتمع بدءا من الأسرة إلى المدرسة لا نعي أهمية ذلك؟ بل ووصل الأمر إلى التفاخر والتباهي أمام الناس بإتقان اللغة الإنجليزية بدلا من الإلمام بمفردات لغتنا العربية، حتى بات أبناؤنا فقراء في حصيلتهم اللغوية مقارنة مع الأطفال الآخرين.
فقد نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن الرطانة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كان يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق»، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال «لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم: فإن السخطة تنزل عليهم».
فمن مضار الرطانة:
- تورث ضعف الشخصية والهوان.
- التواء الفكر وضعفه.
- التناقض الاجتماعي.
- سطو الفكر الغربي المدمر لأبناء المسلمين.
- التقليد الأعمى للغرب.
- اندثار اللغة والقيم والعادات والتقاليد.
- هجر القرآن نظرا للتركيز على غير لغته.
إن تعلم اللغة الإنجليزية أمر مهم اليوم من أجل التواصل مع العالم الخارجي والاستفادة من علومه، ولكن ليس بشكل الرطانة، فالطفل العربي قديما كان يمتلك خمسين ألف مفردة لغوية بالمقارنة مع الطفل العربي اليوم لا يتعدى الستة آلاف مفردة لغوية، والفضل كان يرجع لتعلم القرآن الكريم من حفظه وتدارسه، أما اليوم أصبح يدرس بضعف شديد للأسف، نحتاج كمجتمع الكثير من التأمل حتى يقوى البناء الاجتماعي والفكري لأبنائنا وإنقاذ مستقبلهم.
family_sciences@