كثيرا ما ينتقد الأسلوب التربوي المتبع في المدارس والذي كان في الأمس ظاهرة قمعت الفكر الإبداعي لأبنائنا الطلبة وتحولت اليوم إلى ثقافة تمارس من قبل المؤسسة الأولى في التنشئة الاجتماعية والنفسية للطفل ألا وهي الأسرة، ويكمن السر في إطلاق الفكر الإبداعي السليم لأبنائنا هو الاستقرار والأمن النفسي لديهم أي (الصحة النفسية) وذلك عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم «علموا ويسروا، علموا ويسروا، ثلاث مرات، وإذا غضبت فاسكت، مرتين»، وفي رواية أخرى عن النبي صلى الله عليه وسلم «علموا ويسروا ولا تعسروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت» (صحيح الألباني).
هناك الكثير من الأخطاء التربوية داخل مجتمع المدرسة ساهمت بشكل كبير بأن تجعل من أبنائنا أسرى لأفكار قامعة لفكرهم الإبداعي، وأعلم عزيزي القارئ أن الطفل الكويتي يتمتع بذكاء عال وإنما أوضاعه التربوية تقمع إنجازه وابداعه، (ولعل هذا حال الطفل العربي بشكل عام) فمؤسسات الدولة التعليمية شعارها التعليم من خلال البصم وليس التفكير، ولهذا السبب تأخرنا كثيرا في تنميتنا وتقدمنا للأفضل.
إن الأساليب التربوية المتعارف عليها في ساحة المجتمع الدراسي هي السبب في طمس نور الأفكار الإبداعية للطلبة منها «القوانين القهرية – الأساليب العقابية – الصراخ من قبل المعلمين – الضرب – الكلمات الجارحة – التدقيق غير اللازم على اللباس ولون كماليات الفتيات أو المعاطف أو الشالات...إلخ» – الأسلوب الجارح في معالجة الأخطاء – مناهج مدرسية متخبطة – أساليب ومهارات تدريسية مبنية على بناء علاقة اجتماعية ونفسية مع الطالب منعدمة... وغيرها الكثير من الأساليب التربوية والتي يعتقد أنها مثالية للتعامل مع الطالب، وإنما هي بمنزلة سلوكيات تتبلور عليها نفسيته وفكره وشخصيته إلى أن تتحول إلى ثقافة خاطئة معارضة لمبادئ الدين الإسلامي، ومما له الأثر السلبي الواقع على مستقبل أمة بأكملها من ناحية بنائها الاجتماعي والنفسي والثقافي والسياسي.
فرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام بين لنا من خلال الحديث السابق الذكر أن التعليم يجب أن يصاحبه اليسر وليس العسر وبين لنا كذلك عليه أفضل الصلاة والسلام الآلية التي تمكننا من إدارة الغضب والانفعال ألا وهي السكوت أي (الصمت)، وذلك لعدم التفوه بالكلام الجارح من آثار الانفعال والذي يؤثر على نفسية الطفل أو الشاب من أبنائنا، فاتباع منهج القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في التربية والتعليم له شأن كبير في تنمية ورقي أمة صابها النعاس والشلل الفكري.
@family_sciences