الحزم مطلب تربوي ولا يعني القسوة، بمعنى أنه على قدر العطاء الذي يقدمه الوالدان لأبنائهما من حب واهتمام وعطايا مادية واحتياجات أساسية يكون بالمقابل الحزم التربوي وذلك بتقنين المعطيات بقدر متزن وتحت قوانين لا تقبل الاعتراض أو الخروج عنها إلا لظروف خاصة، بالإضافة إلى أن عدم التخاذل أو التهاون في واجباتنا كمسلمين مثل «الصلاة ـ الصيام ـ صلة الرحم ـ رد الحقوق لأصحابها.. إلخ».
ويعني الحزم في الأمور: أخذ الأمر بشدة وضبطه، وعندما يقال حزم الرجل أي كان عاقلا وذا حنكة، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة، وهدفه التربوي هو تحقيق الاتزان العاطفي والانفعالي للأبناء، ومن ناحية أخرى بناء قوامهم النفسي والاجتماعي على النظام حتى يتسنى غرس القيم المنشودة بهم.
إن النفس البشرية جبلت على النظام وفطرتها السليمة مبنية على نظام متكامل ما لم تتعرض تلك النفس لفوضى تربوية أي تنشئة سيئة، والحزم في التنشئة الاجتماعية والنفسية للأبناء لها مكنونات ايجابية كثيرة، منها «الاتزان النفسي ـ ضبط النفس ـ بعد النظر ـ احترام الوقت ـ تقدير المناسبات ـ الانضباط ـ الالتزام ـ موفور القيم ـ الانتظام ـ الدقة ـ تحديد الأهداف».
فالله عز وجل خلقنا على نظام حياتي متكامل ومن دون ذلك النظام يتعرض الفرد لانعكاسات نفسية سيئة منها «فوضى المشاعر ـ الاكتئاب ـ القلق ـ ضياع الأهداف ـ الاتكالية ـ الكسل ـ افتقار قيم ـ التواء الفكر..».
وحتى تتحقق المنفعة من الحزم في التربية لا بد من مرافقتها بالرفق والاحسان والاحترام وإلا سيتحول الأمر إلى قسوة لها آثار سلبية على نفسية الأبناء ومن ثم فكرهم وسلوكياتهم، ولن يجدي الآباء والأمهات نفعا من تلقين القيم والسلوكيات الايجابية لأبنائهم، يقول صلى الله عليه وسلم: «الرفق لا يكون في شيء إلا زانه»، ويقول صلى الله عليه وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير كله»، وتذكر عزيزي القارئ أن التربية فن وأن الإحسان في المعاملة والمشاعر عامل قوي لإخضاع الأبناء لعملية التنشئة السليمة القويمة دون صراع، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.
family_sciences@
[email protected]