الكلمة الطيبة مفتاح لكسب القلوب، فما بال الحوار الذي يعالج ما تحمله الأنفس من مشاعر مختلطة منها مشاعر الفرح والهموم والأحزان والتعبير عن الأماني والطموح إلى جانب الاستشارات، وبلا شك إن الحوار متنفس لهذه المشاعر فهو يقرب المسافات ويعطي للمستمع أهمية ويؤلف بين القلوب ويوطد العلاقات والمحبة إلى جانب تصحيح المفاهيم والقيم.
والأسرة التي ينعدم فيها لغة الحوار تكون أكثر عرضة للتفكك وانقطاع صلة الرحم فيما بين أفرادها، ولذلك تكون أهمية الحوار كبيرة ومثمرة في العلاقات الاجتماعية والنفسية بين أفراد الأسرة، فعلى سبيل المثال:
الحوار بين الوالدين والأبناء: له صدد قوي ومثمر في تربية الأبناء، فهو بالنسبة للأبناء احتواء وأمان ومكسب للخبرات وثقة بالنفس وحماية من الانحراف وحماية من رفقاء السوء وفهم الوالدين لسلوك ومنطق أبنائهم ويعزز قيمة البر والاحسان فيما بينهم واحاطة الوالدين بما يختلج نفس أبنائهم.
أما الحوار ما بين الزوج والزوجة: أيضا فهو احتواء وتوطيد علاقة وتعزيز محبة وتفاهم ويقلل الهوة فيما بينهما ويكسر حاجز الملل ويحل الكثير من المشاكل ويقلل منها ويحسن من النفسية وهو حماية من التصدع الأسري واستقرار العلاقة الزوجية.
كذلك الحوار بين الاخوة: مهم جدا، فهو يخلق من قبل تشجيع الوالدين لأبنائهم، وهو يعمل على تعزيز الألفة والأخوة والترابط والرحمة والإحسان، إلى جانب التقارب وتقوية صلة الرحم فيما بينهم وتعزيز الصداقة المثمرة.
والحوار من مقاومات الصحة النفسية والسعادة لكل فرد من افراد الأسرة، فهو حماية من أصابة أفراد الأسرة بالتوتر والعدائية والقلق والاكتئاب، كما أنه يعزز مفاهيم الاحترام والصدق والأمانة والرحمة ولغة الاعتذار، كما أنه من مقومات تعزيز الذكاء العاطفي والاجتماعي للفرد وانعكاسه على المجتمع بالإيجاب، وهو مصنع للخبرات في فهم الشخصيات.
family_sciences@