تسعى وزارة التربية دائما - لمحاولة تطوير مناهج التعليم وإدخال الطرق الحديثة في تعليم أبنائنا الطلبة، ولعل الخطط والطرق هدفها تنمية مخرجاتها التعليمية والنهوض بمستقبل أكثر علما وثقافة عن سابق عهده، ولكن للأسف مع كل محاولة جذرية تفشل وتخفق جميع الطرق والمحاولات والتي يكون ضحيتها الطلبة والطالبات، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذا التخبط من وزارة التربية؟ ولماذا تفشل تلك المحاولات التي تسعى بها لتنمية وتطوير مخرجات التعليم؟، مثلما حدث مع منهج كفايات الأسبوع الماضي وحملة مدعمة من أولياء الأمور والمعلمات في إسقاطه وذلك لسبب إخفاقه في التطبيق.
إن كل مجتمع له ثقافة كالبصمة التي ليس لها مثيل تميزه عن باقي المجتمعات، ومن المتعارف عليه أن تلك الثقافة تحددها العادات والتقاليد - الدين - المستوى الاقتصادي - المستوى التعليمي - المستوى الفكري والثقافي للمجتمع...إلخ من الأمور التي تلعب دورا في صقل الثقافة، وعلى ذلك الأساس تبنى الطرق التعليمية المناسبة لأبناء المجتمع الواحد.
فلابد من اجراء دراسة شاملة ووافية من قبل مختصين تسبق تطبيق أي فكرة مشروع تعليمي تربوي، فليس من المعقول أن أطبق مشروعا تعليميا مقتبسا من مدارس أجنبية واعتمد في تطبيقها على مدى نجاحها في منشئها، والسبب؟
إن تلك المجتمعات تقدر أهمية البحث العلمي (البحوث الإنسانية) في تنمية مجتمعها أولا، وهذا ما نفتقر له في الكويت، ومن ناحية أخرى تهتم تلك الدول بإعداد معلم كفء من خلال صقل مهاراته التعليمية إلى جانب تنمية مهاراته التربوية مع الطالب وهو مطلب أولي يسبق مهارات التعليم، حيث ان المستوى التعليمي المرموق يرتكز على عنصر مهم ألا وهو المعلم، حيث إن المعلم هو من أهم الركائز التي يتمركز عليها النظام التعليمي الناجح، وهذا ما نفتقر إليه في الكويت كمخرجات تعليمية ذات كفاءة عالية من قبل كلية التربية جامعة الكويت وكلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، فخلفيتنا الثقافية لمهنة التعليم لدينا ما هي إلا أنها من أسهل التخصصات التعليمية والوظيفية وراتبها مغر وتحفظ بعض الأسر لمهنة بناتها بعدم الاختلاط، ومن ناحية أخرى الكثير من أعضاء هيئة التدريس سواء من جامعة الكويت أو بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي بكلية التربية الأساسية يعانون من الثقافة الاجتماعية للطلبة والطالبات لمهنة المعلم، كما افتقارهم للبحث والتنمية والتطوير خلال فترة دراستهم، فالدراسة بالنسبة لهم شهادة ووظيفة لا أكثر وهنا بؤرة إخفاق التعليم لدينا.
فيجب على المختصين في هذا المجال الاهتمام بالمعلم وتدريبه جيدا قبل ممارسة وظيفته وخلال وظيفته من الناحية الاجتماعية والنفسية والسلوكية والمظهرية والفكرية والثقافية والتنموية، وبعد نجاح وزارة التعليم بإعداد معلمين ومعلمات ذات كفاءة عالية تستطيع حينها أن تدخل مناهج التعليم والتنمية والتطوير بمرونة ويسر ونجاح بعيدا عن الإخفاق.
family_sciences@