إن مهمة مؤسسات الدولة التعليمية منها والاجتماعية في تنمية المجتمع لها شأن عظيم وبصمة وطنية ذات أثر قوي مباشر، فعلى سبيل المثال المدرسة لا يقتصر دورها على التعليم فقط وإنما من مهامها أن تقوم بدور المصلح بمحاولة صد كل ظاهرة سلبية تحدث، وذلك من خلال المفاهيم والأنشطة والقيم الاسلامية التربوية وتحريك طاقات الشباب لأجل جيل أفضل.
فالكثير من أفراد المجتمع في تذمر حيال العيد الوطني والتحرير لدولتنا الحبيبة الكويت، حيث الأوساخ مفروشة على أراضي البلاد، وكثرة الحوادث المرورية والاعتداءات والمضايقات من قبل أفراد المجتمع تجاه بعضهم البعض، إلى جانب انحدار الذوق العام وعدم احترام العموم...إلخ من تلك المشاكل التي تظهر في أيام الاحتفال.
فأي فرحة نحدث بها العالم، الفرحة ليست مشاعر فوضوية وغناء ورقصا فقط، وإنما هي في الأصل أعمال وأفعال تنموية، وهنا يبرز دور المؤسسات التعليمية والاجتماعية خاصة ومؤسسات الدولة عامة، في تفعيل الأنشطة التي تبرز ثقافة شعب وانجازه، والعمل على رفع مستوى ثقافته الوطنية تجاه بلده، ومن تلك الأنشطة استغلال طاقة الشباب الحيوية في المحافظة على نظافة الشوارع وتنظيمها ـ كذلك محاولة تشجيعية تعليمية في صياغة أفكار تنموية تستفيد منها الدولة من خلال تطلعات شباب اليوم ورفعها للمسؤولين والمختصين، كتابة أفضل شعر أو نثر أو قصة متعلقة بالكويت ووطنية شعبها ـ أيضا من الأفكار أفضل صورة لطبيعة الكويت ـ أفضل كتاب في حب الوطن أو مقال ـ نشر التسامح والحب بين الأفراد ـ محاضرات في التنمية البشرية وعلاقتها بالتنمية الوطنية... إلخ والكثير من الأفكار التي تحفز من قبل الإعلام، إلى جانب ضبط سلوكيات الأفراد من خلال القوانين الصارمة التي من شأنها تقوم سلوكياتهم وأخلاقياتهم، وكذلك ومن ناحية أخرى تشجيع أفراد المجتمع على مزاولة تلك الأنشطة والمسابقات في مقابل مادي ومعنوي، لما لهم من الأثر القوي الفعال في تحريك الأفراد نحو الأفضل، وتوجيه طاقة الأفراد للتنمية، وابراز مواهبهم وامكانياتهم في الإعمار لا الإفساد، فيجب على الدولة تحفيز تلك الأنشطة التنموية من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وداخل مؤسساتها، فالمشاركة المجتمعية واجبة من أجل اصلاح وضع مزعج أو اصلاح تربوي أو تنمية قيم واتجاهات وطنية...إلخ، وفي الختام أسأل الله الهداية والصلاح لجميع ابنائنا، وأن يديم علينا الأمن والأمان والرغد والرفاه والعز بظل قائدنا بابا صباح وولي عهده الأمين بابا نواف أطال الله بأعمارهما فهما منارة الحب والعز والطيب يشهد لها العالم، وكل عام وكويتنا وأميرها وولي عهده وشعبها بخير دائم.
family_sciences@