إن عدد أيام السنة الدراسية كنظام عالمي يجب ألا تقل عن 165 يوما دراسيا فعلي في السنة الواحدة، ولو نظرنا إلى الدول المتقدمة ومخرجاتها التعليمية العالية الجودة فسنجد أن عدد أيام الدراسة الفعلية تتراوح ما بين 165 إلى 200 يوم، مع الاهتمام وإيلاء النظر لزيادة عدد الساعات الدراسية في اليوم الواحد وذلك من أجل مخرجات وجودة في التعليم أفضل.
كما تتباين الأيام الدراسية في السنة الواحدة من مجتمع لآخر حسب الثقافة وتطلعات التنمية، فأعلى عدد أيام دراسية نجدها في اليابان والبرازيل والدنمارك والمكسيك وتفوقهم كوريا الجنوبية حيث هي الأعلى نسبة تصل إلى 204 أيام دراسية فعلية في السنة، كما أن دائما تتفحص تلك الدول شأن تعليم الفرد الذي هو أساس نهضتها وتقدمها دوريا.
ونحن لا نقل شأنا عنهم، فنحن من نمتلك الحضارة ونمتلك أكبر ثروة أحصتها البشرية عبر الزمان ألا وهي القرآن الكريم، وكيف لا يمكننا من تنمية الفرد تربويا وتعليميا، فنحن نمتلك الكثير من السياسات التعليمية والتربوية الراقية والتي مصدرها القرآن والسنة، ولكن إخفاقنا وتراجعنا في ذلك يرجع لسبب واحد فقط وهو أننا أمة لا إخلاص في عملها.
رسالة لوزارة التربية والتعليم، مستقبل أبناء الكويت في خطر، لأن الكويت من المفترض أنها تطبق مدة أيام الدراسة الفعلية التي لا تقل عن 165 يوما في السنة وذلك من أجل جودة التعليم والتحصيل العلمي للطالب، ولكن مع الوضع الراهن نجد أن أيام الدراسة الفعلية للطالب تقل عن ذلك بكثير فقد تصل إلى 150 يوما دراسيا فعليا وربما أقل من ذلك، بسبب التهاترات التي تحصل قبل أيام العطل والمناسبات وغياب المدرسين.. وغيرها من المعوقات التعليمية التي فتكت بالمستوى التعليمي لأبنائنا.
إن من الواجب التحرك نحو وضع إستراتيجيات تعليمية تهتم بجودة التعليم ومخرجاته، إلى جانب عمل دراسات حول التحصيل العلمي للطالب، وقياس مهارات المدرسين أولا وقبل كل شيء، وذلك لأن العملية التعليمية عمادها الأول والأخير المعلم، كما يفترض التغيير الجذري في ثقافة القمع والكبت والملل واستبدالها بالأنشطة التي تعزز التفكير الإبداعي للطالب وتعطيه مساحة الحرية في التعبير وتركه بصمة إبداعية.
كما يجب عليك كوزارة عدم التهاون في غياب الطلاب والمدرسين، بالحزم لا بالقسوة، كما يجب العمل على التوعية الأسرية والطلابية بهذا الخصوص، فإن الإخلاص في العمل شعار إسلامي لبناء أعظم الحضارات والأمم.
family_sciences@