يقول الحق تبارك وتعالى (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم:6)، بلا شك إن أبناءنا أمانة عندنا أمام الله، يجب أن تتم تنشئتهم على المبادئ الإسلامية الجميلة، كما أن أبناءنا وأموالنا فتنة لقوله تعالى (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم) (الأنفال:28)، فكيف فتنة؟، العاطفة الأبوية مع وجود المال يقود الآباء والأمهات وراء إرضاء أبنائهم دون وعي.
فعلى سبيل المثال عند ظهور موضة جديدة باللباس نجد وجهة نظر الكثير من أولياء الأمور هي (اجعلهم يلبسون لا تقصر عليهم بشيء) عند ظهور تقنية جديدة (لا تجعل شيئا بخاطرهم) عند اكتشاف مكان ترفيهي جديد في أحد البلدان (مثلما ذهبوا أقرانهم - أترابهم لابد من ذهابهم حتى لا نجعل شيئا بخاطرهم) عندما يكون الأبناء صغارا (لا تعقدوهم، اجعلوهم يلبسون القصير والعاري فلا بأس فهم صغار) اصطحاب بعض النساء أبناءهم الذكور للصالونات مبررين (لا بأس فهو صغير ولا يفهم).
تلك الأمور الصغيرة هي سبب لأمور عظيمة تحدث في المستقبل، فهي سبب لضياع الفكر وضياع الأصل والدين، فإن أعظم خلق تتربى علية البنت هو حب الستر، وأعظم خلق يتربى عليه الولد هو العفة في غض البصر، ولا بد من أن يكون الوالدان القدوة لهم، فلو تمكن كل ولي أمر أن يزرع تلك الأخلاقيات التي يحث عليها الدين بشدة في نفوس أبنائه لأصلح حالهم وأصلح الكثير من أفكارهم ومن ثم ساهم وبشكل كبير في إصلاح المجتمع بأسره.
حيث إن تنشئة البنت على حب الستر والتبصر في انتقاء ملابسها يزرع فيها: الوقار - السكينة - الاتزان - جميل الخلق - الحياء وهو خلق الدين - الهيبة - الخوف من الله - صون النفس - القناعة.
أما بالنسبة للفتى فإن تنشئته على العفة في غض البصر يزرع فيه: الهدوء - الهداية - الاتزان - الوقار - الثقة بالنفس - الطمأنينة - صون الأعراض - الحياء - الخوف من الله - الاحترام - الهيبة - القوة - صون النفس - القناعة.
ومما لا شك فيه أن أكبر أمانة مؤتمن عليها الإنسان على الأرض هي خلق جيل إسلامي قوي وواع يسعى لإعمار الأرض لا لخرابها، كما أن أكبر المشاكل وأعظم الظواهر سببها الأمور الصغيرة التي لا نأبه بها (وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (النور:15)، وهكذا تكون الأمور التربوية دائما وأبدا تناجي الفطرة ولا تناجي الغريزة، بل تقوم على قمع رغبات الإنسان الغريزية والشهوات، حيث بذلك تصقل شخصية الفرد على القوة لا الضعف وعلى الصبر لا نفاذه وعلى التحمل لا التقاعس وعلى البساطة لا التكلف.
@family_sciences