شد انتباهي الأسبوع الماضي «بوست» للأستاذ الفاضل عادل السعدون يشرح فيه أن الأرض كروية وليست مسطحة كما يدعي البعض، والمدهش في الموضوع ردود العامة، فالكثير من ادعى أن الأرض مسطحة وليست كروية، والأغرب من ذلك كم الاستهزاء الذي صدر من قبل بعض الناس، فالشعب الكويتي من المفترض أنه مثقف متعلم، وقضية شكل الأرض انتهينا من النقاش منها منذ مئات السنين.
إن الأرض ليست كروية تماما وليست مسطحة بل هي مفلطحة، أي انها منتفخة في منطقة خط الاستواء ومنبسطة عند القطبين وذلك بفعل القوه الطاردة المركزية، بمعنى أن الشمس تدور باستمرار حول محورها وهذه الحركة تولد القوة الطاردة المركزية، بمعنى انه إذا ربطت جسما بخيط وأدرته حول رأسك بسرعة فإن هذا الجسم يعطيك إحساسا بأنه يندفع بعيدا عنك، وإذا افلت الخيط اندفع ليستقر بعيدا عنك، هكذا بالنسبة للكرة الأرضية، فالقوة الطاردة المركزية أقوى ما تكون عند خط الاستواء فتسبب دفعا وهذا الدفع يتسبب بدوره في تحدب الأرض حول الوسط كما يتسبب في تسطحها قليلا عند القطبين، حيث ان شكل الأرض أشبه بالمدحوة، كما قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم (والأرض بعد ذلك دحاها) (النازعات: 30)، ومعنى دحاها أي ان الله سبحانه وتعالى جعل الأرض كالدحية بمعنى آخر كشكل بيضة النعامة، كما أن كلمة دحا تدل على البسط مع الاتساع والتكوير في التكوين، ومثال آخر في القرآن الكريم (يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) (الزمر:5)، حيث ان ضوء النهار ينشأ بالتشتت على ذرات وجسيمات هذا الغلاف، وبذلك فإن النهار والليل يتكوران على الأرض، وإن لم تكن الأرض كروية لخيم الظلام عليها أو طلع النهار على أرجائها دفعة واحدة، (المرجع: للكون إله للدكتور صبري الدمرداش).
تلك كانت الحقيقة العلمية لقضية شكل الأرض، فلا يجب التشكيك بتلك القضية لأنه لا تصادم بين القرآن الكريم والحقائق العلمية، كما أن تلك الحقيقة العلمية السابقة الذكر تتطابق مع ما ورد في القرآن الكريم من مصطلحات منها «بسطناها - دحاها - مددناها - طحاها - فرشا».
إن الكثير من الناس اليوم تجهل الكثير من القضايا العلمية القرآنية والتي تهم البشرية في حقيقة الكون وما فيه، فتلك العلوم يجب أن يركز عليها من قبل المناهج المدرسية والجامعية لأجل النهوض بفكر جيل بات يسبح في جهل الكثير من الأمور الحياتية والدينية... إلى آخره من القضايا التي تنهض بفكر مجتمع راق مسلم متقدم، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
@family_sciences