صلاح الساير
كــتـبت أمـس عن اللون الأسود، وأشير اليـوم إلى لون آخـر هو الأبيض الذي تتنـازعـه الـتـفــاســيــر والـدلالات. فـــــالجنـدي المهـزوم في جبـهـة القتـال يرفع الـراية البــيـضــاء، وعلى نقـيض تلك الإشارة السلبـيـة، يتـحـول اللون الأبيض إلى رمــز إيجـابي حين نمتدح شخصا، فنقول له «رايتك بيضاء»!
القـمـاط الـذي نمهـد به الطفل الوليـد ابيض، كـمـا فـسـتـان الـزفـاف ابيض. ورغم كل هـذا البــيــاض، يأتي الأبيض في الخـواتيم وفي الوجع، فنـوقف نزيف الجريح بالـشاش الأبيض، وحين نمـوت يكـون الكـفن أبيض، بتنـاقض لا يقل عن تناقـض الأبيضين (الملح والسكر).
حار هذا اللون بين الناس وحـيرهم، فـبعض الرجـال يهــيــمــون ولعــا بالمرأة البيـضاء، وبعض الـنسوة من ذوات البشـرة البيـضاء يجلسن شبـه عاريات تحت الشـمس لتغطيـة بياضـهن باللون البرونزي.
بعضنا يكتـب شيكا على بـيـــــــــاض، ونـرتـدي الدشــاديش البـيـض، أمـا قلوبنا فليـست جـمـيـعهـا كذلك.