لا تنمية مأمولة دون مشاركة حقيقية وفاعلة من الشعب، ذلك ان الناس بمجمل تفاصيلهم وتفرعاتهم هم تروس النهضة وهم الورشة النابضة بتفاصيل الحياة، فالنهضات وليدة المجتمعات البشرية ولا تحدث في الفراغ او في الغرف المغلقة او في الخطب الرسمية او في تجاويف الكهوف.
واذا كانت الحكومة بصدد تنفيذ خطة التنمية والشروع في تحويل الكويت الى مركز تجاري ومالي، فتلك نهضة كبرى، انتظرتها البلاد طويلا، وتستدعي من الحكومة استنهاض الناس ودفعهم نحو المشاركة في هذه النهضة عبر تحديث مفهوم المواطنة، وتبديد مفهوم الشرائح، الامر الذي كان يقتضي من الحكومة احتواء الاستجواب الاخير واحتضانه بدلا من مواصلة الصدود ورفض تسلم رسالة الاستجواب.
فالحكومات المهمومة بالتنمية والمتطلعة للمستقبل تتجنب التأزيم قدر الامكان وتسعى جاهدة الى تسوية الارض امام النهضة، وتعمل على توفير الطقس السياسي المناسب للتنمية، وتكون بكامل جهوزيتها لدفع كلفة استنهاض الناس من خلال تحديث مفهوم المواطنة لديهم، فلا تركن الى التحليلات المستعجلة القائلة ان «تجاوز الاستجواب يجعل الحكومة تتفرغ للتنمية» فالمتوقع هو العكس من ذلك حسب التحليلات المتأنية.
www.salahsayer.com