أدرك الحكماء والعارفون في عوالم السياسة ومنذ عصور قديمة ان شجرة «المعاندة» لا تثمر ولا يرجى منها قطاف، فلا احد يزرعها، ولا يرويها احد، ولا يجني غارسها سوى الشوك العضوض، فالمعاندة شجرة تستخدم للزينة والديكور والفاترينات وتعتبر من لوازم «الكشخة» التي لا علاقة لها بجوهر البذل والعطاء.
المعاندة لا تنفع صاحبها ولا تنفع الناس من حوله، وحيثما تغرس شجرة المعاندة جذورها وتورق اغصانها تسحب الهواء النقي ويتزايد اختناق العابرين قربها، فالصدور تضيق، والآمال تنحسر، والاحلام تنفد، والجموع تتفرق، ويمسي الصوت صرخة في فراغ، فلو عاندت الأشرعة الرياح لتقطعت مزقا، ولو ان الشمس حرنت في مرقد الليل لما شق النور ستر الظلام.
لقد امتدح المؤرخون «شعرة معاوية التي لا تنقطع» وحسب الرواية التاريخية فإن معاوية بن ابي سفيان، وهو احد دهاة السياسة العرب قال: «بيني وبين الناس شعرة، اذا شدوا ارخيت واذا ارخوا شددت» ذلك ان الناس ثروة وطاقة يجب استغلالها وتوجيهها والافادة منها شريطة ان تكون السياسة طريقنا الى الناس، لا المعاندة.
فالسياسة تختلف عن لعبة شد الحبل التي تشترط وقوع احد الطرفين!
www.salahsayer.com