في كتابه عن الشعر الجاهلي الصادر عام 1926، وعبر منهجية علمية لا عهد للعقل العربي بها، فجّر طه حسين قنبلة فكرية مدوية حين شكك في حقيقة الشعر الجاهلي «فألقى الريبة على الموروث العربي كله في اللحظة التي لم يكن لمعاصريه سوى هذا الموروث، فلا غرابة إن شعروا بأن هذا البحث يطيح بأمانهم الوحيد» حسب الكاتب عباس بيضون.
أثار الكتاب ردود فعل كبيرة وعنيفة فتصدت مجموعة من الأدباء والمفكرين للذود عن حياض الموروث، وقد ذهب البعض الى ان طه حسين أخذ (أو سرق) نظريته من المستشرق مارجليوث، اما عبدالرحمن بدوي فساق مجموعة من الأدلة التي تثبت ان العرب القدماء، خاصة في القرنين الثالث والرابع للهجرة، قد توصلوا الى ذات النتائج المثيرة.
وفي كتابها الموسوم «رينان.. ونظرية الشك في الشعر الجاهلي» الصادر عن دار النهار، تثبت لنا الباحثة سمر مجاعص ان الفرنسي «إرنست رينان» سبق مارجليوث وغيره من المستشرقين بتطبيق النقد اللغوي والتاريخي على الشعر الجاهلي. وبذلك يكون هو رائد نظرية الشك في الشعر الجاهلي، أو «الكنز السري» الذي عاد به طه حسين من باريس!
mailto:www.salahsayer.com