صلاح الساير
تتــعــرض ذاكــرتنا الوطنيـة لضـربات مـؤلمة، وكلمــا أفـقنا من ضــربة داهمتنا أخـرى، فقبل فـترة أتحـفنا نائـب في البـرلمان بقـوله ان الكويت تأسـست قــبل ســتين عــامــا (! )
وبـالأمس طـلـع عـليـنـا شـــخص يحـــمل لـقب «دكتـور» ليكتب أن «أسرة الصـبـاح الكريمة هي التي أنشـأت الكويت وحكمـتهـا ثلاثمائة سنة»!
هكذا، وببساطة، تتحول الأوطان إلى مــا يشــبــه الشـركات التـجـارية التي ينشئها ملاكها.
فعوضا عن الإطلاع، والبحث، والتيقن، يهـرق البـعـض الكلمـات المسمومـة، ربما دون قصد، ليجـري السم في تجاويف الذاكـــرة الوطنيـــة التي تتعرض للاختراق والعبث.
لقــد تشكلت الـكويت، كوطن وهوية، قبل أكثر من أربعة قرون، وان كـانت قد حملت عبر هذا الزمن الممتد، أسـمـاء أخـرى، أو حـدودا أخـرى، فـإن ذلـك لم يبـدل جــوهـر الوطن وقلـبــه النابض.
أمــا القـول إن أســرة الصـبـاح هي التي أنشـأت الكويت فذلك قول لا يستقيم مع التاريخ ومـبادئ العلوم الاجتـماعيـة والسياسـية، ناهيك عن خـدشه لتـاريخ الأســــرة الـكريمـة حين يضعها في موقع يتعارض ومنطق الأمور.