عرفت الحياة الفكرية العربية فرقة «المعتزلة» كحركة عقلية شغفت بالجدل والتمييز، وفرقت بين المنقول والمعقول، وكان أقطابها عبر مراحلهم المختلفة من أشد المدافعين عن الاسلام بوجه الزنادقة حتى انتهت هذه الفرقة على يد الخليفة العباسي المتوكل على الله، الذي شهد عصره العديد من الكوارث الطبيعية وكان بداية الانحطاط الفكري العربي.
في بحثه الموسوم بـ «الفرق والمذاهب الاسلامية» يعلق الباحث سعد رستم على نهاية المعتزلة بقوله «إن الافكار كالازهار، لا تعيش الا في جو ملائم، فقد ازدهرت حركة الاعتزال في ربيع الفكر الاسلامي، وما ان أقبل الصيف حتى استرخت العقول عن أن تتبنى الرأي الجريء، فذوت بذلك أكبر حركة عقلية في حضارة الإسلام».
أما المفكر أحمد أمين في كتابه «ظُهر الإسلام» فقد وصف الكارثة التي لحقت بالعرب والمسلمين بعد اختفاء هذه الحركة العقلية بقوله «كان لاضطهاد المعتزلة أثر كبير في حياة المسلمين، فقد استتبع تضييق دائرة العقل نمطا من التفكير يسود فيه التقليد على الاجتهاد، والنظر الى الفلسفة والبحث العقلي نظرة بغض وكراهية».
www.salahsayer.com