دعوة «أبناء القبائل» لتبني عريضة تجأر بالشكوى من الإساءة الموجهة لهم، دعوة غريبة عجيبة، بل هي تشكل مدخلا خطيرا لمواجهة حمى التمترسات الانعزالية المنتشرة في البلاد، فهذه الدعوة تقفز على الحقائق الاجتماعية الى تأجيج الحمى وتعميق الروح الانعزالية ودون قصد من الداعي ـ والدستورية، وربما صبت في نهاية الامر ـ في البلاد.
ان الزعم بوجود خصوصية ما، أو الادعاء بمظلوميات افتراضية ليس سوى «ممانعة» طارئة لا يمكن تفكيكها ومعالجتها دون عصرنة التشريعات وتطبيق القوانين وشروع الدولة بأكملها في تحديث مفهوم المواطنة لدى الناس، أما الانزلاق في أقبية الاخيلة وتشجيع أوهام الخصوصيات، ودعوة المواطنين الى الروح العصبوية والاقتراح عليهم التوقيع على عرائض خاصة بهم، فذلك أمر عصي على الفهم والادراك.
لسنا نميط اللثام عن سر حين نقول ان «جعفر» الموظف في مستوصف الرميثية و«مطلق» الموظف في مستوصف الفردوس و«جاسم» الموظف في مستوصف الفيحاء، مواطنون حضر لهم هموم واحدة، وليس لهم في ظلال الدولة الدستورية الحديثة سوى هوية واحدة اسمها «المواطنة» فوحدها هي الهوية التي تسمح لهم بالتوقيع على عرائض.
www.salahsayer.com