صلاح الساير
الصـــــوت أول سـلوك يمارسه الإنسان في الحياة، فـــالولـيـــد يبكي لحـظة خـروجـه إلى هـذه الدنيـا. والصـــمت آخـــر سـلوك يمارسـه الإنســان في هذه الحـياة، فـيمـوت صـامتـا، ليـبــدد ذووه الهـدوء حين يشـرعون في البكاء عليـه.
وبين الصــوت والـصــمت رحلة وعـبـرة. فـالإنسـان يولد صارخا ليموت صامتا.
وصف المفكـر عـبــدالله القـصـيـمي الـعـرب بأنهم «ظاهرة صوتية»، واسـتبد الحكـام العـــــسـكريـون بشعوبهم حين رفعوا شعار «لا صوت يعلو فـوق صوت المعـركة»، وقديما قـيل «إذا كــان الـكلام من فـــضــة فالسكوت من ذهب»، أما فن «الصــوت» فــمن الـفنون الغنائية الشعبية.
ثمـة مـدرسة فـلسفـيـة آسيوية تشترط النجاح في «دورة الصــمت» لقـبــول الطالب، ومدة الدورة سـتة أشــهـر يعــيش فــيـهــا الطــــالـب دون أن يتكـلم.
ولو انتــقلت هذه المدرســة إلى بلادنا فلن ينجح فـيهـا أحد في مـجتـمع يقول فـيه المثل «قـــابل الصـــيــاح بالصياح تسلم».
الصـــوت ســــلاح في صنـاديق الانتــــخــــاب الفــرنســيـــة، وسلعــة تشــترى في الديموقراطية الكويتية.