ركب محمد احمد الرشيد البحر، وعمل بالتجارة، وانغمس بالخدمة العامة، والنشاط السياسي، واستصلح الارض البور، وزينها بتيجان مثمرة، فكان اليد البيضاء التي تخط الضياء والبهاء حيثما تكون، وغيمة سكوب لا تعرف سوى الهطل الغزير، وشجرة وارفة الظلال تحن الى احضانها العصافير المتعبة.
سندباد يجوب البحار، او تاجر يفتح باب دكانه في الصباح ويغلقه عند المساء، او مزارع يطرز للأرض فساتينها الخضراء، او برلماني قوي الشكيمة ولا يخشى في الحق غضبة غاضب، حافظ الراحل الكبير على فروسيته في كل الميادين ولم يسقط بيرق الشرف من قبضته، تبدلت اثواب الرزق ومضامير العمل وبقيت حقيقته الصلبة ثابتة لم تتبدل.
خبر الشيب والشبان الكويتيون الرجل المخضرم محمد الرشيد وأدركوا النبل في شخصيته، والثبات في مواقفه، والامانة في تعامله، والصدق في كلمته، فأحبوه واحترموه وانزلوه المنازل الرفيعة في صدورهم حتى اصبح «العم أبوأحمد» في الوجدان الشعبي نغمة كويتية اصيلة تصدح بقصة ذلك الزمن الكويتي الجميل.
محمد الرشيد.. سيرة عطرة راسخة في الضمائر الحية التي ستبقى ترويها للاجيال المقبلة.
www.salahsayer.com