أفكر بصوت مسموع وحرف مقروء، وأتأمل حالنا الكويتي وأخص الحرية وقرينتها المسؤولية، ومراحل تطورهما، وهل ما يحدث في بلادنا من ملاحقات قضائية يندرج في خانة التطور الطبيعي حين يتبع ارتفاع سقف النقد اتساع بالمطاولة القانونية؟ فكلما أصبحت الحرية أكثر اتساعا أضحت المسؤولية أكثر صرامة، أم اننا حقا نعيش في زمن تكميم الأفواه باسم القانون؟
فالبلاد تعبر مرحلة تحولات صعبة ولو بقيت المسؤولية على حالها الأول وانفلتت الحرية من عقالها وتوحشنت باسم الديموقراطية فقد يجرفنا تيار الفوضى الى حيث لا نتمنى، خاصة ان الانفلات الإعلامي وغياب الوعي بالمسؤولية الوطنية أصبحا سمة من سمات الحال الراهن، والتراشقات والتخندقات الفئوية والمذهبية والعرقية واضحة ولا تحتاج إلى دليل و«كل من طق طبله قال أنا قبله».
أفكر بصوت مسموع وحرف مقروء وادعو إلى التفكر فيما يحدث في بلادنا بعيدا عن العواطف والشعاراتية، فهل تطور القوانين طبيعي حين تجعل المسؤولية تواكب الحرية؟ أم أن المشكلة تكمن في هذه القوانين أم في العجز عن المواجهة السياسية أم في هيمنة الانتهازيين على العقول أم في الحروب الخفية الدائرة وراء الكواليس؟
www.salahsayer.com