ارتبط العمل والرزق بالأيدي والسواعد، فنحن نقول الأيدي العاملة، ونصف الفقر بضيق ذات اليد، ونعطي العتال الذي يحمل الأثقال على ظهره أجرة يده لا أجرة ظهره، وكذلك التاجر العصامي يصف ثروته بأنها من صنع يده، وقديما قيل «صنعة في اليد أمان من الفقر» فالرزق واليد اسمان لا يفترقان.
حدث ذلك قبل انتشار لعبة كرة القدم وتحولها الى اللعبة الاكثر شعبية في العالم فنسفت احتكار الأيادي للرزق وصارت الثروة مرتبطة بقدرة الأقدام على ركل الكرة وتسديد الاهداف في المرمى، فالأندية الرياضية تضخمت أرباحها وصارت تشتري اللاعبين بالملايين، واللاعبون يحققون ثروات اضافية من الاعلانات التجارية.
انها صناعة عجيبة عمادها الارجل، فالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يملك ميزانية خيالية، والمونديال الحالي حقق لجنوب افريقيا اموالا طائلة، والشركات السياحية والفنادق والمقاهي تكاثر روادها وتزايدت طلباتهم وفواتيرهم، وخياطو الأعلام وصانعو الشعارات والقبعات ازدهرت بضائعهم، والفضائيات راجت اسواقها.
كل ذلك بسبب لعبة تقوم على مهارة الاقدام، فهل مازلنا نقول: عصفور في اليد (أم كرة في الرجل) أفضل من عشرة عصافير على الشجرة؟!
www.salahsayer.com