صلاح الساير
لن نجد أكثر من الثقافة العربية عداوة للكلمة، فالأطراف العربية المتنازعة منذ عصر الخيل، والليل، والسيف، والرمح، الى عصر الدبابات، والبارود، والسيارات المفخخة، قد تعفو عن المقاتل الذي حمل السلاح ضدها، لكنها لا تتسامح مع فنان، أو مفكر، أو رسام، أو شاعر.
منذ مقتل ابن المقفع، الذي تم تقطيع شرائح من كتفه، وهو حي مقيد بالسلاسل، فجعل السجانون اللحم على النار، وارغموه على تناول اللحم المشوي!، حتى مقتل الفنان ناجي العلي في بريطانيا على يد الاستخبارات الفلسطينية التابعة لياسر عرفات، فإن كراهية العرب للكلمة مسلسل لا نهاية له.
اشير الى تلك الكراهية المزمنة في الصدور بعد ان تناقلت وسائط الإعلام ان حركة حماس فجرت مبنى محطة اذاعة فلسطين التابع لخصومهم من حركة فتح، فالقذائف العربية بطبعها ضد الكلمة، ومقابل محبرة واحدة تصرخ ألف بارودة عربية.