صلاح الساير
ليس جديدا هذا التمزق الذي تعيشه الدول «العربية»، فالاقتتال والتناحر والانقسام سمة من سمات هذه المنطقة منذ صعودها الى المسرح البشري وحضــــورها في المشهد التاريخـــي، وكل من قرأ التاريخ جــيدا يدرك هذه الحقيـــقة المرة التي لا يعــترف بها احد.
فهذه المنطقة معروفة، منذ القدم، بتعدد كياناتها وميل مكوناتها البشرية نحو التشرذم، والانقسام، والانعزالية، وكراهيتها للانصهار في البوتقات الاكبر، حتى جاء الاستعمار، وقلص كياناتها المتناثرة، فشرع بتجميع الفسيفساء البشري داخل كيان اكبر اسمه «الدولة».
لقد اطلق الاستعمار شعار «القومية العربية» وقام بالتخطيط والاشراف على تأسيس «الجامعة العربية»، فكانت «فلسطين» القضية المركزية لهذه «الوحدة المزعومة» وكان ذلك ضروريا لخدمة النظام العالمي القديم. اما اليوم، وبعد انتفاء الحاجة لهذا الاختراع فان المنطقة تعود الى طبيعتها المتوحشة.
سامح الله معلمينا الذين اطعمونا الوهم والخرافة.