الدهشة أم الحضارة، فالثمار تتساقط من الأشجار الى الأسفل ولم يتساءل أحد أو يندهش من عدم سقوط الثمرة الى الأعلى حتى جلس اسحق نيوتن، ذات يوم، تحت شجرة تفاح فأدهشه سقوط التفاحة نحو الأرض بدلا من سقوطها باتجاه السماء، وبسبب هذه الحادثة (أو الرواية) عرفت البشرية الجاذبية الأرضية.
المدهشات لا تقلقنا جميعا، فبعض الناس مطمئنون على الدوام، إما لثقل في عقولهم، أو لرغبتهم في تصنع الفهم وتصوير أنفسهم بأنهم محصنون من الدهشة التي يتوهمون أنها مصاحبة لقلة المعرفة.
وفي المقابل يوجد في الناس من هم مندهشون بالفطرة عند كل أمر أو خبر، وقد عرفت أحد هؤلاء، شخص إن قلت له «اليوم شاهدت فلانا» يرد عليك مندهشا بعبارة «أنت متأكد يا خوي»؟ وكأن فلانا هذا «رمسيس الأول» الذي تستحيل رؤيته في هذا العصر.
شخص مندهش عند كل خبر وإن كان خبرا واردا في التلفزيون ويتعلق بسفر رئيس المكسيك إلى الأرجنتين حيث تجد صاحبنا المندهش ينظر إليك بدهشة ويطلب منك بإصرار تفسيرا لهذه الرحلة، وهو في حقيقة الأمر لا يعرف اسم رئيس المكسيك ولا أيـــن تقـــع الأرجنتــين!
www.salahsayer.com