خَبَرَت مجتمعاتنا العربية «نقصة رمضان» أو عادة تبادل الطعام بين البيوت خلال شهر رمضان، وهي عادة قديمة تعكس تكافل الأفراد فيما بينهم في زمن لم تكن المواد الغذائية فيه متوافرة للجميع ولم يكن أحد يعرف الثلاجات المبردة، فمن يذبح خروفا يجدها فرصة لتوزيع الطعام المطبوخ من لحم هذا الخروف على الجيران في زمن صعب شحيح الرزق فيه على الناس.
بيد أنه اليوم تبدلت الأحوال، فالمواد الغذائية مكدسة في الأسواق القادرة على توفير جميع أنواع اللحوم والخضار والفواكه والحبوب، كما أن طرائق الطهي «الايطالي» وإعداد الطعام «الياباني» متوافرة في المجلات والتلفزيون والانترنت، والناس قادرون على تموين بيوتهم، والحكومات تدعم السلع الغذائية الرئيسية.
ليست كل عادة قديمة مارسها الآباء والأجداد تناسب عصرنا الراهن. فالأمراض تكاثرت والناس يتوجسون من انتقال العدوى عبر الطعام، وعلى الجارة أن تتوقف عن فرض مذاقها الخاص على جارتها بحجة التقاليد الاجتماعية، خاصة بعد تزايد الوعي الصحي الذي يحث الناس على الابتعاد عن بعض مكونات الطعام الضارة.
«نقصة رمضان».. عادة اجتماعية ولدت في زمن التكافل وماتت في زمن التظاهر!
www.salahsayer.com