يحار الآباء والأمهات في الطريقة المثلى للحوار مع الأبناء، فبعض أولياء الأمر يصرون على عدم السماح للابن بالاختلاف معهم او الاعتراض على رأيهم باعتبار أن «الأكبر منك بيوم يفهم أكثر منك بسنة» وبالعكس يوجد آباء وأمهات يسمحون للأبناء بالاعتراض والنقاش معهم بغية تدريبهم على التعبير فيغرق أولياء الأمر في رمال الكلام والمماحكة الصبيانية.
الأب الذي يرفض الحوار ويعتبر كلمته كلمة نهائية يؤمن بـ «الكلمة الواحدة» التي لا تنكسر، اما الأب الذي يسمح بالحوار والاختلاف معه فيؤمن بـ «الكلمة الثالثة» التي تجر خلفها آلاف الكلمات دون الوصول الى هدف تربوي، وكلا الأمرين مضر، فالكلمة الواحدة تصادر حرية الإنسان وتسهم في قمع شخصيته، والكلمة الثالثة تسهم في تربية الإنسان على المجادلة العقيمة وعدم الانضباط.
من حصاد تجربتي الشخصية كأب يمكنني القول ان الحل يكمن في «الكلمة الثانية» التي تتلخص في تعويد الأبناء على ابداء الرأي وعدم مصادرة رأيهم فقد تغيب عن ذهن الآباء والأمهات أمور عصرية يجهلونها وبمقدور الأبناء ان يلفتوا الأنظار اليها شريطة ألا يمتد النقاش معهم ويتحول الى جدل عقيم لا يحترم تجربة الكبار او يخدش منزلتهم بحجة التربية الحديثة.
www.salahsayer.com