يشكو المواطن من تردي الخدمات الحكومية، والحكومة منزعجة مما تكتبه الصحافة من نقد لها، والرجل مهموم بسبب صراخ العيال في البيت وكثرة المشاكل مع زوجته، والزوجة تشتكي من ظلم ام زوجها، والمدير كثير التذمر من الموظفين الكسالى، والموظف حزين بسبب قسوة المدير عليه وتكرار الخصم من راتبه.
الجار يلعن اليوم الذي اشترى فيه المنزل الملاصق لجاره الذي لا يحترم الجيرة، والاخير يشتكي من الاول للسبب ذاته، المغني يقول ان سبب فشل اغنيته الاخيرة تفاهة الكلمات، وكاتب الكلمات يضع اللوم على الملحن الذي بدوره يصف صوت المغني بأنه ينتمي الى طبقة انكر الاصوات. الزبون يجأر بالشكوى من الغلاء والشركات الموردة تؤكد ان الغلاء من المصنع.
حارس المرمى يهمس لأصدقائه بأن لاعب الدفاع هو الذي تسبب في خسارة الفريق، والثاني يتهم لاعب الوسط، والثالث يقول ان المدرب غبي، وجمهور النادي غاضب على الجميع، الدجاجة قبل ذبحها تلوم البيضة، والبيضة تقول انا لم اخرج من العدم بل جئت من دجاجة.
هكذا نحن، على الدوام، نعلق أوجاعنا وفشلنا وأحزاننا وخيبة أملنا على الآخر!
www.salahsayer.com