صلاح الساير
لاحظ في المرآة ان جلد وجهه المشدود قد تراخى، وخطوط التجاعيد تتكاثر حول عينيه. فتذكر ان المرايا صادقة كالاطفال.
ففي السوق، قبل ايام، مر بقرب صبية يتجادلون فيما بينهم حتى قال احدهم «احنا ما نعرف اسم المحل خلونا نسأل هذا الشايب» واشار الصبي بأصبعه نحوه. تملكه الرعب فلاذ عنهم في اقرب دكان.
يمشي في مضمار المشي، كل يوم، والزمن بقربه يمشي. تطارده عقارب الساعة.
تساقط الشعر من ساقه، وساعده، وصدره، فأصبح كذكر طائر البط وقد ازال البطّاط الريش عنه. اضحى يتجنب السباحة في البلاجات العامة.
طماع يريد ان يعيش زمنه وزمن الآخرين، ذلك الشاب المفتول العضلات، ذو البشرة البرونزية، ضربه اعصار العمر فتحول الى كائن آخر، وكأنه مصنوع من رماد.
بصبغة الشعر والمساج اليومي يحاول استعادة شباب ولّى دون رجعة، فهل يصلح العطار ما افسده الدهر؟
بالطبع، كلا.