البشر أصناف وأصعبهم وربما أكثرهم متعة في التعامل، الصنف الذي يشبه النهر الجاري، متجدد متغير على الدوام، فبعد ان تقطع أشواطا في التعرف على كيفية الدخول إلى تفاصيله الدقيقة يفاجئك بتبديل بوابات الدخول، وكأنه يحاكي جهاز الكمبيوتر الذي تغير الـ password أو كلمة الدخول السرية الخاصة به، فيلزمك بالبحث عن الكلمة الجديدة لتتمكن من الدخول إلى ملفاته النفسية والفكرية.
تجد هذا الشخص يميل إلى الجدية وكل ما حوله عرضة للتأمل والتفكير والتحليل، فحين يغرد البلبل في القفص يبادرك بالسؤال عن مغزى هذا التغريد، هل حزن أم فرح ام شكوى؟ وحين يتحدث عن شخص آخر يتعمق بالتحليل التاريخي حتى يصل إلى أبي البشرية سيدنا آدم، وعندما يستمع لنشرة الأحوال الجوية يتساءل عن الأرض، لماذا لا تدور بالعكس؟
وبعد أن تجيد التعامل مع هذا الكمبيوتر البشري، تكتشف أنه قد تبدل وكأن الذي أمامك شخص آخر لا تعرفه من قبل حين تتحول شخصيته من الجد إلى الهزل الفج الذي لا تسبقه مقدمات، فيهمس باستهزاء قائلا «باربكيو» حين يستمع إلى خبر حريق راح ضحيته عشرات الأبرياء! وهو الذي جعلك تعتقد انه اكثر إنسانية من ماما تريزا.
www.salahsayer.com