السعادة التي يوفرها لك الآخر «صديق، أخ، زوج، أب» حالة عصية على التجمد ولا يمكن حفظها في الثلاجة مثل الطعام المجمد لنتناولها في وقت آخر، فالسعادة حالة فرح طازجة ينبغي تناولها وممارستها والاحساس بها حال قطافها أو الحصول عليها وإلا فسدت وما عادت تصلح للاستهلاك العاطفي.
فالديون تقبل السداد لاحقا، كما يمكن تأجيل الحرب والثأر والزواج والسفر والبيع والشراء، وحتى الانجاب يمكن أن يتم في فترة تتجاوز فترة الاخصاب «في حال تجميد الحيمن في المشافي المتخصصة بحفظ الحيامن»، أما السعادة فلا تقبل التأجيل أو الوعد بتوفير السعادة في وقت لاحق.
نعم يمكنك تصديق تاجر يعدك بتوريد البضاعة لاحقا، كما يمكنك الحديث مع الاصدقاء حول اي مشاريع مستقبلية، أما السعادة فلا يمكنك أن تعد الاخرين بها في المستقبل ولا تصدق من يقدم لك هذه الوعود، السعادة فعل حاضر «حصرا» لا ماضي له ولا مستقبل، إنه فرح يعمر في القلب لحظة ولادته وينتهي مفعوله حالما تغيب اسبابه.
اذا كانت البقالات تمتنـــع عن البيع بالدين فالقلوب لا تشتري السعادة بالآجل.
www.salahsayer.com