تتجلى «الوطنية» عادة، في زمن الحرب او في المناسبات المرتبطة بها مثل ذكرى الاحتلال او الاستقلال. اما «المواطنة» فإيمان والتزام وسلوك يتجلى في اوقات السلم، فالروح الوطنية التي يتحلى بها المواطن دليل على حبه وولائه لبلاده، لكنها ليست مؤشرا على ايمانه بالمواطنة التي تقتضي الايمان بالتعددية والالتزام بالمشاركة الوطنية واحترام خصوصية المواطن الآخر.
بيد ان أهم الفروقات بين «الوطنية» و«المواطنة» تكمن في عدم حاجة الاولى (الوطنية) الى نظام تشغيل، فالمواطن الضعيف الاعزل الذي تم أسره وتعذيبه وتجويعه وحبسه في سجن انفرادي حتى الافراج عنه بعد تحرير الكويت هو انسان يتمتع بروح وطنية مثله مثل المرأة الكويتية التي شاركت في مظاهرة ضد الاحتلال في القاهرة او لندن او المنامة.
أما «المواطنة» فتحتاج الى نظام تشغيل من قبل الدول والحكومات والمجتمعات المعنية. ففي حال رغبة الدولة في تعزيز روح المواطنة في وجدان المواطنين، وتحصينهم من الانزلاق في مهاوي التشرذم العصبوي والمذهبي والفئوي ينبغي عليها ان تبادر بإقامة وحماية وصيانة «نظام حياة» يسمح بتشغيل آليات المواطنة لدى المواطنين كافة، ولا تكتفي بالتصريحات وانتظار مرور العاصفة.
www.salahsayer.com