بينما كنت أشاهد التلفزيون في منزلي خارج الكويت رن جرس الهاتف، وحالما قلت «آلو» صاح محدثي حتى كاد يخرج من سماعة الهاتف «هلا بصوتك اشلونك ابوخالد كيف صحتك» وحين أدركت انه صوت «ابوحسين» طفح وجهي بالبشر وابتسمت ابتسامة عريضة.
كان «أبوحسين» يهاتفني من الكويت، وقد اخبرني بانه حصل على رقم هاتفي من احد الاصدقاء الذين صادفهم قبل قليل فاتصل بي على الفور، فكانت المهاتفة فرصة لاستحضار الذكريات الجميلة والاطمئنان على احوال الاهل، كما كانت فرصة لاستعراض الامراض والشكوى منها.
وقبيل ختام المهاتفة طلب مني ابوحسين، فجأة، مشاهدة التلفزيون الفرنسي الناطق بالعربية وقراءة شريط الاخبار، فحولت مؤشر القنوات وتريثت قليلا ليعود الخبر المقصود الذي حالما قرأناه معا انفجرنا ضحكا هو كالبكاء، وكان الخبر يشير إلى توتر طائفي في الكويت.
بطيبته المعهودة وتربيته المحمودة واخلاقه النبيلة ووطنيته الاصيلة قال ابوحسين وهو يضحك «بوصلوح انا معك من طائفة الكويت وهي خارج نطاق التوتر»؟ فرددت عليه «طبعا صحيح يا ابوحسين وصح لسانك والله يطول بعمرك» وتوادعنا على امل اللقاء القريب.
www.salahsayer.com