أن تكون متميزا ومتفوقا بين النجارين أو الصباغين أو غيرهم من أصحاب الحرف خير لك ألف مرة من أن تكون فاشلا أو متعثرا بين الأطباء أو المهندسين أو المحاسبين أو سواهم من أصحاب المهن التي تقتضي من ممارسيها وضع ربطة العنق وارتداء الثياب النظيفة الأنيقة. ذلك أن التميز والتفوق في أداء العمل هو مقياس العطاء لا نوع المهنة أو مكان العمل.
فالمحامي الذي ينصب على موكليه مهني فاشل وان وضع على كتفه معطف المحاماة أو ترافع في عشرات القضايا الخاسرة. أما الميكانيكي الناجح صاحب ورشة تصليح السيارات القادر على تشخيص أعطال المركبات بدقة وإرضاء عملائه الكثيرين فهو حرفي ناجح وان تلطخت ثيابه بزيوت المحركات.
قصارى القول أن الحياة العملية الناجحة لا علاقة لها بالمنصب أو السلطة أو الشهادة العلمية أو نوعية المكتب وعدد السكرتارية فيه. فرب شرطي برتبة عسكرية متواضعة يمتلك قدرة وإصرارا على البحث والتحري وملاحقة الخارجين على القانون أكثر من رئيسه صاحب الرتبة الكبيرة. فالنجاح العملي قرين الحرص على إتقان العمل والسعي إلى بلوغ التمامية.
www.salahsayer.com