حجم صيوان الأذن لا علاقة له بقوة السمع، وليس كل من له أذنان في رأسه قادر على الإنصات أو استيعاب وفهم وإدراك ما يسمع، فالبعض يمتلك أذنين لا علاقة لهما بالحواس الخمس، تحدثه أو تحذره عشرات المرات لتكتشف ان هزهزة الرأس لا تعني الإصغاء، وان أذنيه مجرد اكسسوار يعلقه في رأسه، نتوء أو قرط من غضروف.
هناك في البشر من يمتلك قوة إبصار حادة، يرى البعيد بالدرجة ذاتها التي يرى بها القريب، وكأنه «زرقاء اليمامة» غير انه لا يدرك ما يراه، فذهنيته عاجزة عن تحليل المشاهد والتجارب التي تعبر أمام عينيه، وكأنه فاقد للبصر، يمتلك عينين لا تمكنانه من رؤية الواقع، بل هو يرى ما يحب أو يتخيل أو يتمنى، يرى الحق فيعرض عنه ويشاهد الصواب ليختار الخطأ، وربما الخطيئة.
وما يجري على الأذن والعين ينسحب كذلك على اللسان، فبعض الناس قادر على إخراج الصوت من فمه لكنه عاجز عن الكلام، فبعد أن يأخذ دوره بالهرج والهذر، تفحص كلامه فلا تجد الكلام المنطقي، لتدرك بعد الفحص انه «كلمنجي» يصفصف كلاما بلا معنى، وان لسانه الطويل يعوض الغباء العريض.
www.salahsayer.com